13 ـ العيّاشيّ السمرقنديّ (ت320هـ)

لم يشك العيّاشيّ السمرقنديّ في أنّ «الأرجل» مجرورة عطفاً على لفظ «الرؤوس» فهي مجرورة لفظاً منصوبة تقديراً أو محلاًّ[202] ـ على الرأيين ـ والمفاد المسح ، كما تقتضيه قواعد العربيّة ، وتدلّ عليه الأحاديث النبويّة بطرق الشيعة والسنّة ، واعترف به غير واحد من أعلام السنّة بأنّ القرآن نزل بآلْمَسْحِ ، لكنّهم ادّعوا أنّ السنّة جرت بالغسل ، وهذا ما أثبتنا بطلانه في البحث الروائي من هذه الدراسة .

والمفاد : «وامسحوا رؤوسكم وأرجلكم» .

وهذا الإعراب مجمع على صحّته بين النحويين لا مناقشة لأحد فيه . وفيه تخلّص عن الجرّ بالمجاورة ، وقد اجمع النحاة على بطلانه في العطف بالحرف ـ المانع من التجاور ـ واتفقوا على ضعفه في غير العطف بالحرف في كلام البشر ـ لو ثبت ـ وكلام الله في الطرف الأعلى من البلاغة ، فلا يحمل على الوجه الضعيف كما صرّح بذلك غير واحد من المعربين والمفسّرين[203] .

14 ـ البغداديّ (ت 324 هـ)

روى البغداديّ الجرّ في «الأرجل» عن ابن كثير وحمزة وأبي عمرو ، وعاصم

[202] . تفسير العيّاشيّ 1 : 300 ـ 301 -

[203] . ومنهم : أبو جعفر النحّاس في «إعراب القرآن» 2 : 9 ، وابن خالويه في الحجّة 1 : 129 ، والفخر الرازيّ في تفسير آية الوضوء من التفسير الكبير وغيرهم .