اسم الکتاب : آیة الوضو و اشکالیة الدلالة المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 73
العطف عبثاً ولغواً .
وإذا لم نحمل القرآن على الرأي والهوى لم نحتج إلى تلك التأويلات التي اعترف
المتأوّلون بفسادها أيضاً ; وإنّما ذكروها لتوجيه الخروج على القوانين
العلميّة ، والتمرّد على المنطق ، والشطط على الأدلّة .
فإنّ الرجل اعترف بأنّ الاعتراض عليه وارد ، ثمّ
حاول التفصّي عنه بعموم المجاز. وهو خطأ ، لأنّ عموم المجاز أيضاً مجاز آخر
أوسع من الأوّل ، وهو لا يحفظ الحقيقة والمجاز الأوّل جنباً إلى جنب
قطعاً .
وقد اختلفوا في وقوع المجاز في القرآن ، فمن قائل
بوقوعه ، ومنهم عزّ الدين عبدالسلام ، وأحمد بن حنبل
الشيبانيّ .
ومن مانع منه ، ومنهم : أبو إسحاق ـ استاذ ابن
برهان ـ والقشيريّ ، وابن خويز منداد ، وأبو العبّاس بن القاصّ ،
وداود الظاهريّ ، ومنذر بن سعيد البلوطيّ في «أحكام القرآن» ، وأبو مسلم
بن يحيى الأصبهانيّ .