وقد ذكرنا في فصل الجرّ والنصب تعليله وتوجيهه بأنّه عطف على الممسوح لا لتمسح ، بل للاقتصاد في صبّ الماء عليها للنهي عن الإسراف المنهيّ عنه .
فتردّده في الرّفع بين «مغسولة أو ممسوحة» يثبت الآن أنّ توجيهه في السابق إنّما كان لعطف القرآن على الرّأي وأنّه في غير محلّه .
ولو كان هو جازماً في تعليله السابق في فصل الجرّ والنصب ، لم يتردّد في التقدير في هذا الفصل ، بل كان له القطع بالتقدير وأنّه «مغسولة»[1005] .
4 ـ ابن العربي (ت 543 هـ)
قال : فقرأها نافع ـ رحمه الله ـ وأرجلُكم برفع اللاّم ، وروي عنه في المشهور أنّه قرأها بفتح اللاّم كغيره من الجماعة[1006] .
ثمّ قال : والرّفع مُفِيْدٌ حكم غسل الرّجلين[1007] .
وزاد في «أحكام القرآن» أنّ الرَّفع عن نافع إنّما رواه الوليد بن مسلم ، وهي قراءة الأعمش والحسن[1008] .
وفي تعبيره عن الضمّ بالرَّفع غرابة لا تخفى على الأديب النّحوي .
ثمّ إنّه ضعّف الرَّفع عن نافع ، وقال : المشهور عنه الفتح ، ومراده النّصب .
[1004] . الكشاف 1 : 646 -
[1005] . الكشّاف 1 : 646 -
[1006] . المحصول 1 : 96 -
[1007] . المحصول 1 : 97 -
[1008] . أحكام القرآن 2 : 70 -