الثاني : الفصل بين المتعاطفين بجملة
أجنبيّة لو عطف على «الأيدي» ، وهو لا يجوز بمفرد فضلاً عن
الجملة ، فتعيّن العطف على «الرؤوس» لعدم لزوم الفصل حينئذ .
الثالث : الإخلال بالفصاحة الناشئ من
الانتقال عن جملة إلى أُخرى أجنبيّة قبل تمام الغرض لو عطف على «الأيدي» ،
ولا يلزم هذا المحذور من عطف «الأرجل» على «الرؤوس» كما قلنا به[902] .
الرابع : العمل بالقراءتين ، وهو
إنّما يحصل بالعطف على الموضع في قراءة النصب واللفظ على قراءة الجرّ ،
وكلاهما إذا كان المعطوف عليه «الرؤوس» .
ولو عطفنا «الأرجل» في قراءة النصب على «الأيدي» لزم وجوب
الغسل ، وعلى قراءة الجرّ على «الرؤوس» لزم وجوب المسح ، وحينئذ فإن جمع
بينهما فهو خلاف الإجماع ، ولم ينقل إلاّ من الناصر للحقّ من الأئمّة
الزيديّة . وإن خيّر بينهما فلم يقل به إلاّ الحسن البصريّ وابن جرير
الطبريّ ، وقد استقرّ الإجماع على خلافهم ، وتعيين أحدهما ترجيح من غير
مرجّح ، فلا محيص إلاّ العطف على «الرؤوس» لفظاً أو محلاًّ ، وبه تنحلّ
المشكلة ، والعطف هكذا ممّا أجمع على صحّته أهل العربيّة قاطبة .
[901] .
والمراد بالأولويّة هنا الأولويّة التعيينيّة كما في قوله : ( وأُولُوا
الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْض فِي كِتَابِ اللَّهِ ) ] الأنفال :
75 [ ، لا التفضيليّة حتّى يكون العطف على «الأيدي» صحيحاً غير
أوليّ .