اسم الکتاب : آیة الوضو و اشکالیة الدلالة المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 194
ثمّ إنّه نقل عن الجمهور فرض
الغسل فيهما ، وعن داود بن علي الظاهري وجوب الجمع بين المسح والغسل ،
وعن الحسن البصريّ وابن جرير الطبريّ السنّيّ التخيير بينهما .
ثمّ تصدّى لبيان التأويلات
التي ارتكبها القائلون بالغسل في قراءة الجرّ وردّها . والتأويلات التي
ابتدعوها يمكن ذكرها في ضِمْنِ وجوه :
1 ـ الجرّ بالجوار : قال أبو حيّان : وهو تأويل ضعيف
جدّاً ، ولم يرد إلاّ في النعت حيث لا يلتبس ، على خلاف فيه قد قرّر في
علم العربيّة .
2 ـ الجرّ بباء محذوفة يتعلّق بفعل محذوف ، أي : وافعلوا
بأرجلكم الغسل ، وحذف الفعل وحرف الجرّ .
قال أبو حيّان : وهذا
تأويل في غاية الضعف .
3 ـ الجرّ بالعطف على «الرؤوس» والمعنى على الغسل ، والسبب في
ذلك أنّ «الأرجل» من بين الأعضاء الثلاثة المغسولة مظنّة الإسراف المذموم المخفيّ
عنه فعطف على الممسوح ، لا ليمسح ولكن لينبّه على وجوب الاقتصار في صبّ الماء
عليها . وَهذا هو قول الزمخشري ثم قفا أَثَره غير واحد من أعلام
العامَّةً ، زاعمين أنّ «إلى الكعبين» قرينة هذا المعنى ، والغاية إنّما
جيء بها لإناطة ظنّ ظانّ يحسبها ممسوحة ، لأنّ المسح لم يضرب له غاية .
قال أبو حيّان : انتهى هذا التأويل ، وهو كما
ترى في غاية التلفيق وتعمية في الأحكام[494] .
وقد تقدّم شرح هذا الخطأ فيما عرضناه من رأي الشيخ
الطبرسي نقلاً عن السيّد المرتضى في رسائله .