اسم الکتاب : آیة الوضو و اشکالیة الدلالة المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 120
وثانياً : إذا كان كذلك فهو «مسحٌ» ولم يبلغ
«الغسل» ، فهو اعتراف بعدم دلالة الآية على الغسل ، ثم إن المسح على
الحقيقة أولى وألزم من حمله على المجاز ، مع أن التحديد ليس فيه قرينة ،
لأنّه واقع في المسح أيضاً .
وثالثاً : أنّه ناقض نفسه وقطع خطّ
الرجعة على نفسه في تفسير آية المسح (وأمسحوا) ، بقوله :
المسح : مسحك شيئاً بيدك كمسح العرق عن جبينك ، وكمسحك رأسك في وضوئك[306] .
وهذا هو المعنى الصحيح في تفسير المسح ، والذي
يؤيّده أهل اللغة أجمعين . وما ذكره أخيراً مردود ; لكونه خرقاً
لإجماعهم .
الثاني : قول جماعة من أهل المعاني ـ
ولم يسمّهم ـ : إنّ «الأرجل» معطوفة على «الرؤوس» في الظاهر لا في
المعنى ، إذ قد ينسق بالشيء على غيره والحكم فيها مختلف ، كما قال ابن
الزِبَعْرَى عبدالله :
[308] .
الرجز بلا نسبة ، والشاهد فيه قوله : «ماءً» ، حيث لا يصحُّ أن
يكون مفعولاً به ، لأنّه لا يصحُّ أن يشترك مع لفظ «التبن» بعامل واحد ،
وهو قوله : «علفتها» ، لأن الماء لا يُعلف وإنما يُسقى ، فلابد من
تقدير عامل ، والتقدير : «سقيتها» . وقيل : «الماء» مفعول معه .
وقيل : إنّه معطوف على «تبناً» ; لأن الشاعر ضمّن الفعل «علفتها» معنى
الفعل «أنلتها» أو «قدمت لها» . اُنظر الخصائص 2 : 431 ،
الانصاف 2 : 612 ، مغني اللبيب 2 : 632 ، وهمع
الهوامع للسيوطي 2 : 130 -
اسم الکتاب : آیة الوضو و اشکالیة الدلالة المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 120