والثعلبيّ زعم أنّ «الظالم» لا يمكن جعله وصفاً
للقرية ، لأنّه مذكّر والقرية مؤنّث ، والتابعيّة غير ممكنة ، وما
درى أنّ الوصف قسمان ، وهذا من القسم الذي لا يجوز فيه المطابقة ، فحمله
على الجرّ بالجوار .
والبيت لا صلة له بمحلّ البحث ، لأنّ «رمحاً» ليس
عطفاً على «سيفاً» ، بل العامل المحذوف بالقرينة ، وهو «حاملاً» معطوف
على العامل المذكور وهو «متقلّداً» ، فهو من قبيل عطف الوصف على الوصف ،
وهو جائز في كلام العرب قديماً وحديثاً[273] .
والآية[274] ليست كذلك ، يعني من
قبيل عطف العامل المحذوف على العامل المذكور ، بل «الأرجل» معطوفة على
«الرؤوس» والعامل فيهما واحد ، وهو : «امسحوا» ، وهذا لا يفيد إلاّ
المسح .
على أنّه لو صحّ ما قال فهو إنّما يصحّ حيث لا
التباس ، حيث إنّ عطفَ «الرمح» على «السيف» لا يوجب الالتباس اعتماداً على
القرينة العرفيّة ، لأنّ الرمح يحمل
[272] .
الوصف أو النعت من التوابع الخمسة ـ وهي النعت والعطف بالحرف والتأكيد والبيان
والبدل ـ وهو نوعان :
1 ـ وصف بحال
الموصوف ، فهو تابع يدلّ على معنى في متبوعه نحو : «رجل عالم
جاءني» . والوصف في هذا القسم إنّما يتبع متبوعه في أربعة من عشرة
أشياء : في الإعراب الثلاث ـ الرفع والنصب والجرّ ـ والتعريف والتنكير ،
والإفراد ، والتثنية ، والجمع ، والتذكير ، والتأنيث .
2 ـ وصف بحال
متعلّق الموصوف ، وهو بهذا تابع يدلّ على معنى في متعلّق متبوعه نحو :
«جاءني رجل عالم أبوه» ، والوصف في هذا القسم الثاني إنّما يتبع موصوفه في
الخمسة الأُوَل فقط نحو : «من هذه القرية الظالم أهلها» ، والخمسة هي
حَرَكاتُ الإعراب الثلاث والتعريف والتنكير .