لكنّ هناك
علة مكنونة في هذا الأمر لم يَبُحْ بها عمر بن الخطاب في حين أنّ أئمة أهل البيت
كشفوها لنا ، فقالوا بانّه كان لا يحبّ سماع الدعوة إلى الولاية في الأذان من
خلال الحيعلة الثالثة ، أي أنّ الأئمّة كانوا يريدون أن يقولوا لنا بأنّ
الحذف والرفع من قِبَل عمر كان لغرض سياسيّ عقائديّ مهمّ عنده ، ولم يكن
بالشكل السطحي الذي يصوَّره الناس اليوم ، إذ لو اتّضح هدفه في الحيعلة
الثالثة لاتّضح هدفه النهائي في «الصلاة خير من النوم» أيضاً .
وثاني محوري
النزاع : يرتبط بتراث الجمهور ، حيث إنّهم يسعون إلى اعتبار جملة
«الصلاة خير من النوم» سنة نبويّة ، لكنّي أثبتُّ في كتابي «الصلاة خير من
النوم شرعة أم بدعة» أنّها ليست بسنة نبويّة ، بل إنّها رأي لعمر بن الخطاب
ومن هو على نهجه ، وضعوها قبالا لما عرفوه من سنة النبيّ في الحيعلة
الثالثة .
والملاحظ في
نص موطأ مالك (ت 179 هـ) أنّ جملة «الصلاة خير من النوم» وضعت من قبل عمر في أيّام