فهل
تصدق بأن حبر الاُمة الذي كان يبيت مع النبي في غرفة واحدة لا يعرف الوضوء حتى
يأتيه الإمام علي ليعلمه الوضوء الغسلي ـ دون المسحي ـ تبرعا وبدون سابق سؤال ؟ أو أنّه كان مخطئا في وضوئه حتى علمه الإمام علي ؟
ومثله
الحال بالنسبة إلى الإمام الحسين فقد جاء في بعض الأخبار أنّ الإمام علي علّم
الحسين 1 في وقت متأخر الوضوء
الغسلي[123] ، لا المسحي!؟
هذه
الأخبار تثير حفيظة البحث والتحقيق عندنا ،
والآن لنرجع إلى الخبر السابق لنرى مواطن الاستفادة منه ،
ويمكن أجماله في اُمور :
الأوّل: قوّة معارضي عثمان ، وسعي الخليفة في الاستنصار ببعض أصحابه وخاصّته لتأييده فيما يرويه
ويحكيه عن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم -
الثاني: ضعف موقف الخليفة وعجزه أمام «الناس ! » ويُستشفّ ذلك من نقطتين :
الأُولى: اتخاذه سياسة الدفاع ، لا الهجوم كما هو المشاهد في حديث حمران السابق ، بقوله : «لا أدري ما هي؟! إلّا أنّي
رأيت رسول الله يتوضّأ نحو وضوئي» ، وما رواه أبو علقمة : «دعا ناسا من أصحاب رسول الله» ،
وقوله : «الحمد لله الذي وافقتموني على هذا» ،
وغيرها من النصوص الدالّة على الضعف ـ ممّا ستقف عليه لاحقاً ـ بالإضافة إلى
تجنيده مواليه ـ كحمران وابن دارة ـ لنقل أخبار وضوئه للناس والتأكيد على أنَّ ذلك
هو وضوء رسول الله ، محاولاً بذلك إقناع الناس ، أو قل أن مواليه بدوا
ينفردون بالناس لتعليمهم وضوء رسول الله طبقا لرواية عثمان !!