يوقفنا
هذا النصّ على بعض الأساليب التي اتبعها عثمان في ترسيخ اتجاهه الوضوئيّ وهو : دعوته بعضا من الصحابة في فترات متعاقبة ليريهم وضوءه !
وهنا نتساءل : هل الصحابة في حاجة لرؤية وضوء الخليفة ،
أم أنّ الغاية من إشهادهم على الوضوء تتعلق بإسكات أفواه المعارضة ؟
كيف
يمكن لنا أن نتصوّر صحابيّا لا يعرف وضوء النبيّ 0 بعد مضي ما يقارب نصف قرن على ظهور الإسلام ؟!
وإذا
فرضنا حصول ذلك ، فهل يجوز لنا أن نسمّيه صحابيّا ؟
ثمّ لماذا ذلك السعي الحثيث من قبل عثمان لتعليم المسلمين وضوءه ؟ إن لم يكن قد وقع في عهده اختلاف ؟
ولماذا
لم يفعل ذلك كلٌّ من الخليفتين أبي بكر وعمر
ألَم يكونا أولى منه بتعليم الوضوء للناس ،
إن كان ضروريّا والاختلاف واقعا بين المسلمين ؟
ولماذا
الوضوء التعليمي غالبا يأتي مع الوضوء الغسلي ،
فقد رووا أنّ الإمام علي فاجأ حبر الاُمة ابن عباس بقوله :
(ألا أريك كيف كان يتوضأ رسول الله)[122] ، ثمّ سرد له الوضوء الغسلي ، مع أنّ ابن عباس كان
يجاهر بالمسح حتى بعد استشهاد الإمام علي ،
وله مواقف مشهورة مع الربيع بنت معوذ لوضوئها الغسلي .
[121] سنن الدارقطني 1 : 85 كتاب الطهارة ، باب ما روي في الحث على
المضمضة والأستنشاق ، ح 9 ، وعنه في كنز العمال 9 :
192 ، باب الطهارة ، قسم الأفعال ، فرائض الوضوء ، ح 26883 ، ورواه البزار مختصرا ، أنظر : مسند البزار 2 : 89 ، الترجمة 443 .
[122] سنن أبي داود 1 : 29 ح 117 ، سنن البيهقي الكبرى 1 : 53
ح 248 .