اُخرى والإمام
علي قال عن مثل هكذا اشخاص : لا يدري أصاب أم أخطا فإذا أصاب خاف أن يكون قد أخطا وإن أخطا رجا أن
يكون قد أصاب ، جاهل خبّاط جهالات ، عاشٍ ركّابُ عَشَوات ، لم يعَضّ على العلم
بضرس قاطع ، يذري الرِّوايات ذَرْوَ الريح الهشيم [911] .
أمّا
الشماس والتلون والاعتراض فهي المراحل الثلاث التي وضحناها في كتابنا هذا منع
تدوين الحديث ومن أحب فليراجع[912] .
وقد حكى
عن الصادق قوله في تفسير قوله تعالى : وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ قال : نزلت في الذين غيروا دين الله وتركو ما أمر الله ، ولكن هل رأيتم شاعرا قط تبعه أحد ،
إنّما عنى بذلك : الذين وضعوا دينا بارائهم فتبعهم الناس على ذلك[913] .
وعن
الصادق في تفسير قوله تعالى : اتَّخَذُواْ
أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابا مِّن دُونِ اللهِ قال : أما أنّهم لم يتخذوهم آلهة ، إلّا أنّهم احلو لهم حراما
وحرموا عليهم حلالاً فاتبعوهم[914] .
وقد
وقفت سابقا على كلام أنس بن مالك مع الحجّاج وقوله : (كذب
الحجاج، نزل القرآن بالمسح) ، وكلام ابن عبّاس مع الربيّع (أبي الناس إلّا الغسل ولا أجد في
القرآن إلّا المسح) وغيرهم .
وتأكيد
الجميع على لزوم اتّباع ما نزل به الوحي وأتى به رسول الله على نحو