أمّا
أهل التقيّة فمثلهم مثل مؤمن آل فرعون ، لقوله تعالى : وَقَالَ
رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ[868] .
وقد عمل
بالتقية أكثر العلماء واجازوه ، إذ ثبت عن الإمام أبي حنيفة أنّه أباح قذف المحصنات وترك الصلاة
والإفطار في شهر رمضان تقيّة ، وحيث كان مكرها .
وهكذا
الحال بالنسبة إلى مالك فإنّه اتّقى الأموييّن والعباسييّن واستدل بقوله تعالى : إلَّا
أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً[869] على جواز التقية في معرض حديثه عن طلاق المكره .
أمّا
الإمام الشافعي فلا يرى كفارة على الإنسان الذي حلف بالله كذبا تحت الإكراه ، والنووي الشافعي لا يرى القطع بحق السارق كرها ، وهكذا الحال بالنسبة إلى الأحناف ،
والظاهريّ ، والطبريّ ، والزيديّ[870] .
فعليه ، إنّ مشروعيّة التقية ثابتة في التاريخ ، وقد عمل بها الرسول 0 مع المشركين . وانّ قضيّة عمّار مشهورة كما مر بك خبر
مؤمن آل فرعون ،
ونحن على اطمئنان بأنّ المسلم الذي لا يقرّ بالتقيّة سيمارسها حتما لو نزل به
الظلم والإرهاب وعاش ظروف الشيعة ،
وعليه فالتقيّة حقيقة فطريّة يتمسك بها الإنسان في المهمّات والملمّات والإمام
الصادق لا يخرج من هذه القاعدة العامة .