ممّا لا
شكَّ فيه أَنَّ المسلمين في الصدر الأَوَّل كانوا يتوضّؤون كما كان النبيّ 0 يتوضّأ بكيفيّة واحدة ، ولم يقع بينهم أَيّ خلاف يذكر ،
وأَنَّه لو وجد لوصل إلينا ما يشير إليه ، ولتناقلته كتب الحديث
والسير والأَخبار ؛ إذ انَّ المشرِّع كان بين ظهراني الأُمَّة ، وهو بصدد التعليم والإرشاد ـ لأُمّته الحديثة العهد بالإسلام كقوله 0 : «صلّوا كما رأيتموني أُصلّي»[43] أو «خذوا عني مناسككم»[44] ـ فمن البعيد حدوث الخلاف بينهم في هذا الأمر العبادي ، مع كون الجميع يرجعون إلى شخص واحد للأخذ منه وقد قال سبحانه : Pفَإِن
تَنَازَعْتُمْ
[43] صحيح البخاري 1 : 226 كتاب
الأذان ، باب الأذان للمسافر / ح 605 ، و 5 : 2238 كتاب الأدب ، باب رحمة الناس والبهائم /
ح 5662 ، و 6 : 2647 كتاب التمني ، باب ما جاء في إجازة الخبر
الواحد / ح 6819 ، مسند أحمد 5 : 53 / ح 30549 .
[44] الجمع بين الصحيحين 2 : 39
ح 1640 ، افراد مسلم ، وانظر صحيح مسلم 2 : 943
كتاب الحج / باب استحباب رمي الجمرة / ح 1297 ، وسنن أبي داود 2 : 201
كتاب المناسك ، باب في رمي الجمار / ح 1970 وفيه :
خذوا مناسككم .