يذكرون الآل في الصلاة بعد ذكر النبيّ فيجعلونها من
جملة الصلاة، والصلاة على النبيّ التي لا يذكر فيها تسمّى الصلاة البتراء المنهيّ عنها
كما في الحديث: «لا تصلّوا عليَّ الصلاة البتراء».
قيل: «يا رسول الله، وما الصلاة
البتراء؟
قال: «أن تصلّوا عَلَيَّ ولا تصلّوا على آلي».
وأخرج
الدارقطنيّ والبيهقيّ في حديث: «من صلّى
عليَّ ولم يصلَّ على أهل بيتي لم تقبل منه» وأخرج مسلم وغيره[764].
وقال
عبدالحليم الجندي في كتابه (الإمام جعفر الصادق) : وان مذهبه [أي أبي حنيفة] ليقارب المذهب الزيدي أكثر مما يقارب
المذهب الحنفي غيره من مذاهب أهل السنة كما قيل[765] .
هذا ، ولو سلّمنا جدلاً بأنَّ الإمام زيد بن عليّ كان قد توضّأ وغسل رجليه
ـ مع انّا قد أوضحنا عدم وقوع ذلك ـ فهو لا يدلّ على مشروعيّة ذلك الفعل وكونه
سنّة رسول الله ، إذ إنَّ الإمام زيدا كان موقفه موقف الإمام العادل الذي يجب عليه التحلّي
بجميع فضائل القائد المحنك العادل المجاهد ضدَّ أئمَّة الجور ، وأن يحذر كلّ الحذر من إشغال أصحابه في الجزئيّات والفروع ، خوفا من وقوع الخلاف بينهم ، واستغلال الأعداء هذا
الخلاف للنيل منهم ، بل على الإمام أن يعمل لتوحيد الصفوف ،
وقد التف بالفعل حوله أغلب الفرق الإسلاميّة ،
حتّى المرجئة والخوارج .