وعلى هذا فالوضوء المتداول بين الزيديّة اليوم لم
يكن وضوء الإمام زيد بن علي ،
إذ إنَّه ليس بوضوء أخيه وأبيه عليّ بن الحسين ، وليس بوضوء جدّه عليّ بن أبي طالب ، وليس بوضوء أخيه الباقر ، ولا ابن أخيه الصادق ، وليس بوضوء ابن عمّه عبدالله بن محمّد
بن عقيل ،
ولا هو وضوء عبدالله بن عبّاس وغيرهم من الطالبيين فقد شك الكثير في نسبة مسند
الإمام زيد إليه رحمهالله ،
بل هو وضوء الإمام أبي حنيفة وفق ما ثبت عنده من الاُصول والمباني ، ومثل هذا الحكم الشرعي تراه كثيرا في
فقه الزيدية .
وقد عزى محقق مسند الإمام زيد سبب كل ذلك إلى ظلم الأمويين ، فمما قاله ـ نصا برغم بعض الهنات في الأسلوب
ـ :
وممّا جرى عليه الناس ولم يعرفوا سبب ذلك هو عدم ذكر
آل رسول الله0 في الكتابة في كتبهم في الصلاة. وسبب عدم ذكرها أن الأمويّة شدّدت في
ذكر الآل كما هو مشهور من قتلهم وتشريدهم في البلاد، حتى إنَّ الحجّاج منع من التحديث عن
عليّ كرّم الله وجهه، حتى كان الحسن البصريّ وجماعة من التابعين إذا رووا حديثا وكانوا في الجوامع
لم يقدروا أن يصرّحوا بذكر عليّ خوفا من سيف الحجّاج، فكانوا يقولون: وعن أبي زينب عن النبيّ0 فجرى الناس على ذلك من عدم ذكر
الآل، والآن بحمد الله زال. المانع وذلك الزمن المخوف، والآن كتبُ الهند وبعض الكتب المصرية
الحديثة وأمثالها الذين أهلها متنوّرون، صاروا