وقفت سابقا على كلام الحجّاج وتعليله بأنّه : (أقرب إلى الخبث) ؛ أو قول عائشة لعبدالرحمن : (إنَّ رسول الله قال : ويل للأعقاب من النار) أو أنَّه 0 قال :
(أسبغوا الوضوء) وأنَّ عائشة وابن عمر وأبا هريرة وعبدالله بن عمرو بن العاص قد يكونون
أدرجوا هاتين الجملتين ـ اسبغوا وويل للاعقاب ـ معا للدلالة على الغسل ؛ والذي
مثّل علماء الحديث للإدراج بها .
فيحتمل أن يكون رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قد أراد بقوله : «أن يسبغ كما أمره الله به» الإشارة
إلى أنَّ الإسباغ يتحقّق بغسلتين لا أزيد ، وذلك لما تواتر عنه 0 وثبت عند الفريقين تحقيق الإسباغ في المرتين ، أمّا تحقق الإسباغ بثلاث مرَّات فهذا
ما لا يقبله رسول الله ،
كما لا تقبله مدرسة المسح وأتباع أهل البيت تبعا للرسول والقرآن .
ومن
الظريف هنا أن نذكر عبارة لاحد مُحشي سنن ابن ماجة ،
حيث يقول ؛ إنَّ قوله : «يمسح برأسه ورجليه» يجب حمله على الغسل بأدلَّة خارجيّة ، كما حمل القرآن عليه !
كانت
هذه نماذج أُخرى لوضوءات صحابة آخرين ، تراهم يمسحون ويؤكّدون
على أنَّ المسح هو من وضوء النبيّ 0 ، عرضناها لدحض اتهامات المغرضين الذاهبين لكلِّ سبيل حالك !
ونأتي
بنماذج أُخرى لوضوءات بعض التابعين ، وبعض أهل البيت ، حتّى يتبيّن لنا استمرار خطّ المسح ،
للتأكيد على أنَّ المسح ليس من مبتدعات الروافض والشيعة ،
كما يقولون .