قدميه بيديه ؛ ويقول: كان رسول الله
يصنع هكذا[598] !
إلّا أنَّه غيَّر موقفه في العهد الأمويّ ، ونُقلت عنه أحاديث في غسله الثلاثيّ للأعضاء ، ولا ننفي أن تكون تلك الأقوال المنسوبة
إليه قد وضعت من قبل الأمويين ،
وأنّه لم يقل بها أصلا ،
مع قبولنا بتعاونه مع الدولة وإمكان قوله بهذه الأقوال .
وعليه فإنَّ وضوء الناس في العهد الأمويّ لم
يكن ضعيفا أمام أنصار الخليفة والحكومة ، لكنَّه أخذ في الضعف شيئا فشيئا حتّى انحصر ببعض
التابعين وأهل بيت رسول الله ،
إذ إنَّ الحكومة بما لها من قوة إعلاميّة وقدرة تنفيذيّة كانت وراء ترسيخ فقه
عثمان ،
وتضعيف ما يقابله ،
إذ مر عليك أن عبدالرحمن بن أبي بكر وأخاه محمّدا ، وكذا ابن عمر كان وضوؤهم هو المسح ، وذلك يدلِّل ويؤكِّد على أنَّ سيرة
المسلمين كانت هي المسح منذ عهد النبيّ الأكرم 0 حتّى عهد الشيخين[599] ، وخصوصا لو دعمناه بقولنا السابق من عدم
وجود الخلاف في عهدهما ،
وترى الآن فعل أبنائهما في الوضوء .
بل وقد مر عليك كلام العيني في عمدة القارئ وذكره لأحاديث الماسحين على
الرجلين كي يردّها ، ثمّ ذكر منها : حديث عمر بن الخطاب أخرجه بن شاهين في كتاب الناسخ والمنسوخ[600] .
إذن إن
مواقف الصحابة وأبنائهم من أمثال أنس بن مالك ،
وعبدالله بن
[598] شرح معاني الآثار 1 : 35 / باب فرض
الرجلين في وضوء الصلاة ، و 1 : 97 / باب المسح
على النعلين .
[599] أمّا ما نسب إلى
الخليفة عمر بن الخطاب من أنّه غسل رجليه في بعض النصوص ، فهو ممّا نبحثه في الجانب الروائي من
هذه الدراسة إن شاء الله .