الأُولى: معرفة تاريخ صدور الخبر ، وأنّه كان في أواخر عهد معاوية ،
إذ إنَّ سعد بن أبي وقّاص توفي سنة 55 ﻫ ،
وكانت وفاة عائشة سنة 58 ﻫ .
وعليه
فإنَّ صدور هذا الخبر كان في أواخر عهد عائشة ومعاوية .
الثانية: كون وضوء عبدالرحمن يغاير وضوء عائشة ؛
لقول عائشة له «أسبغ الوضوء، فإني سمعت
رسول الله يقول: ويل للأعقاب من النار» ، ولما نقله الراوي «فأساء عبدالرحمن، فقالت عائشة» ،
ثمَّ إنَّ متن الرواية له كمال الدلالة على اختلاف وضوئهما ، إذ لو كان عبدالرحمن يتّفق وضوؤه مع وضوء عائشة لما احتاجت إلى
تذكيرها إيّاه بقوله 0 : «ويل للأعقاب من النار» ولما كان
هناك من داع لقولها له : أسبغ الوضوء !!
الثالثة: عدم دلالة قول عائشة : «أسبغ الوضوء» على وجوب غسل الرجلين ، إذ
إنَّ لكلمة «الإسباغ» و «ويل للأعقاب» معنى أعمّ ،
ولا يمكن الاستدلال بهما على المطلوب ، فإنّها لو أرادت من
نقلها الدلالة على الغسل ـ كما استفاد منه مسلم والبخاريّ وغيرهما ـ للزمها أن
تقول : اغسل رجلك ، فإني رأيت رسول الله يغسل رجليه ،
ولمّا لم تر رسول الله يغسل رجليه استدلّت على وجوب الغسل بقوله 0 : «ويلٌ للأعقاب من النار» ، لا برؤيتها .
رابعاً: من المرجح أن تكون حكاية عائشة لقوله : «أسبغ الوضوء» و «ويل للاعقاب من النار» ،
هي قبل سم جواسيس معاوية لعبدالرحمن بن أبي بكر ،
وهو في طريق مكة .
إذ من
المعلوم تاريخيا ، أن عبدالرحمن كان لا يرتضي سياسة عائشة مع الأمويين ، بل كان على خلاف معها لدعمها ایاهم .
فعائشة
غالبا ما كانت تأخذ جانب الأمويين بغضا لعلي ،
وقد ثبت في الكتب