وما تحمله من أهات وماسي ، بل تجسيم واقع الاُمة بل الشريعة فيه ، إذ إن الفقه الاصيل والتاريخ الصحيح قد
ضاع بين ثنايا الدس والتحريف الاُموي ، فكان علينا ان نستخدم طريق (الإِن) ـ كما يقول علماء المعقول لكشف المجهول والوصول إلى
الحقيقة ،
وذلك بالاستعانة بالقرائن والمؤشرات لا الاكتفاء بالأدلة الظاهرة ، أي علينا استخدام المعلول للوقوف على
العلة ،
وذلك بعد ضياع كثير من النصوص أو تحريفهم لمفاهيمها .
حال «الناس» في العهد الأموي
أشار
الإمام عليّ بن الحسين إلى حال المؤمنين في مثل هذا العهد وكيف يرون كتاب الله
منبوذا وسنّة نبيّه متروكة وحكمه مبدّلاً ،
فقال في دعائه :
«اللّهمَّ
إنَّ هذا المقام لخلفائك وأصفيائك » .
إلى أن
يقول :
« حتّى
عاد صفوتك وخلفاؤك مغلوبين مقهورين مبتزّين ،
يرون حكمك مبدلاً ، وكتابك منبوذا ، وفرائضك محرّفة عن جهات أشراعك ، وسنن
نبيّك متروكة و »[482] .
وقال
أيضا وهو يشرح اختلاف الأُمة :
«وكيف
بهم ؟ وقد خالفوا الآمرين ، وسبقهم زمان الهادين ، ووُكِلُوا إلى أنفسهم ، يتنسكون في الضلالات في دياجير الظلمات »
إلى أن قال : «وقد انتحلت طوائف من هذه الأُمة بعد مفارقتها أئمّة الدين والشجرة
النبويّة ، أخلاص الديانة ، وأخذوا أنفسهم في مخائل الرهبانية ،
وتغالوا في العلوم ،