وأخرج الشافعيّ هذا الحديث أيضا عن طريق عبيد بن رفاعة[446] ، وصاحب الانتصار أخرجه عن طريق أنس بن مالك ، كما حكاه في البحر الزخار .
وبهذا عرفت بأنَّ معاوية قد تبنّى فقه الخليفة في تركه للتكبير المسنون ، والجمع بين الأُختين بالملك ، وعدم قراءة البسملة للسورة اقتداءً بعثمان !
4 ـ التلبية :
أخرج النسائيّ والبيهقيّ في سننهما عن سعيد بن جبير ؛ قال : كان ابن عبّاس بعرفة ؛ فقال : يا سعيد مالي لا أسمع الناس يلبّون ؟
فقلت : يخافون معاوية
فخرج ابن عبّاس من فسطاطة ؛ فقال : لبيك اللّهمَّ لبيك ، وإن رغم أنف معاوية ، اللّهمَّ العنهم ، فقد تركوا السنّة من بغض عليّ[447] .
قال السنديّ في تعليقته على النسائيّ : «من بغض عليّ» : أي لأجل بغضه ، أي : وهو كان يتقيّد بالسنن ، فهؤلاء تركوها بغضا له[448] .
وأخرج ابن أبي شيبة : إن رسول الله أهلَّ حتى رمى الجمرة وأبو بكر وعمر[449] ولم يذكر عثمان .
[446] الأم 1 : 108 .
[447] سنن النسائي 5 : 253 / باب التلبية بعرفة / ح 3006 ، سنن البيهقي 5 : 113 / باب الوقوف بعرفة / ح 9230 ، صحيح ابن خزيمة 4 : 260 / باب إباحة الزيادة في التلبية / ح 2830 .
[448] حاشية السندي على النسائي 5 : 253 / كتاب الحج / ح 3006 .
[449] مصنف ابن أبي شيبة 3 : 259 / باب في المحرم حتى يقطع التلبية / ح 13999 ، وأنظر : المحلى 7 : 136 .