تعجب فإنّي رأيت أباك النبيّ0 يصنع مثل ما رأيتني
صنعت يقول لوضوئه هذا وشرب فضل وضوئه قائماً[342].
إنّ
علامات الوضع بارزة على هذا الخبر ، ولا أُكلّف نفسي
مؤونة الجواب عنه ، لأنّ الصفحات القادمة ستثبت أنّ وضوء عليّ بن الحسين ، ومحمّد بن عليّ ، وجعفر بن محمّد ، وابن عبّاس وغيرهم من أولاد عليّ هو غير المنقول هنا عن علىّ[343] .
ولا أدري ما معنى قوله : ( فعجبت، فلمّا رآني قال: لا تعجب، فإنّي) !
وهل إنّ
الحسين بن عليّ كان يعتقد أنّ شارب فضل ماء الوضوء واقفا مبدع ، كما ترى تعجّبه في النص ؟!!
أم إنّه
كان من أولئك المُحدثين في الدّين ـ والعياذ بالله ،
والذين كانوا لا يرون شرب فضل الوضوء واقفا ،
والذين ستقف على حالهم في عهد عليّ بن أبي طالب ؟ أم
إنَّه تعجّب من وضوء أبيه والذي كان غير معهود له ولا هو بالمتعارف في ذلك البيت ؟!!
نعم ؛
إنّ ظاهرة الافتعال والتزوير قد تفشّت ولَقيت رواجا في العهد الأمويّ ، وستقف على المزيد في مطاوي الكتاب .
والأنكى
من هذا ، ذلك الخبر المفتعل الذي ينصّ على ذهاب عليّ إلى ابن عبّاس من أجل أن
يُعَلِّمه وضوء رسول الله !!
فقد أخـرج أبو داود، والبزار، وغيرهـما عن ابن عبّاس ؛ إنَّه