وقال
ابن حجر العسقلانيّ : أخرج أحمد والبيهقي من حديث عثمان :
وأنَّه لمَّا صلّى بمنى أربع ركعات ، أنكر الناس عليه[293] وعن ابن عباس ما يماثله[294] .
فالمخالفون
لعثمان إذا هم «ناس» كثيرون من الصحابة والتابعين يشكّلون تيّارا قويّا قبال
التوجّه الجديد للخليفة ؛ لكنّ تسلّم عثمان زمام أُمور السلطة وشدّته في مواجهة
معارضيه ، جعلت بعض مخالفيه من الصحابة الفقهاء يتّخذون موقف الصمت ، أو مسايرة الخليفة في بعض آرائه خوفا من بطشه ، أو من سراية الخلاف إلى نتائج لا تحمد عقباها على المدى البعيد
ومستقبل الرسالة ، ولذا نراهم قد صلّوا مثل صلاته ،
بالرغم من علمهم الجازم ببطلان دعوى عثمان وسقوط مستندها ،
كلّ ذلك إمّا خوفا على أنفسهم ، أو توقّيا للفتنة ، إذ الخلاف شر[295] .
انَّ في
اعتراضات الصحابة على عثمان إشارة إلى أنَّهم كانوا لا يَرَون للخليفة حقّ الإحداث
في الدين ، وتشريع ما لم يكن سائغا في شريعة المسلمين ،
وإن كانوا يسايرونه رهبة أو رغبة أو لاي شيء آخر .
وحتّى
أُولئك الذين سايروا عثمان في إحداثاته السابقة لا نراهم يوافقونه فيما رواه عن
رسول الله في الوضوء ، بل نرى اختصاص تلك الأخبار بنفر يسير لا يتجاوز عدد الاصابع ، وعلى رأسهم حمران بن أبان الذي اسلم في السّنة الثالثة
[293] فتح الباري 2 :
570 ، مسند أحمد 1 :
62 / ح 443 ، سنن
البيهقي الكبرى 3 : 143 / باب من ترك القصر في السفر ح 5220 .