بنقد من
ناحية أن ما نسب إلى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم لا يتّفق والظروف التي
قيلت فيه ، أو أنّ الحوادث التاريخية الثابتة تناقضه ،
أو أنّ عبارة الحديث نوع من التعبير الفلسفي يخالف المألوف في تعبير النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم ، أو أنّ الحديث أشبه في شروطه
وقيوده بمتون الفقه ، وهكذا .
ولم
نظفر منهم في هذا الباب بعُشر معشار ما عنوا به من جرح الرجال وتعديلهم ، حتى نرى البخاري نفسه ، على جليل قدره ودقيق
بحثه ، يثبت أحاديث دلّت الحوادث الزمنية ،
والمشاهد التجريبية على أنّها غير صحيحة لاقتصاره على نقد الرجال»[23] .
وقد
لخّص الدكتور صلاح الدين الأدلبي كلام أحمد أمين في ضحى الإسلام بقوله :
«
ولاحظ في كتابه ضحى الإسلام ، أنّ المُحَدِّثين عنوا عناية فائقة بالنقد الخارجي ، ولم يعنوا هذه العناية بالنقد الداخلي ،
فقد بلغوا الغاية في نقد الحديث من ناحية رواته جرحا وتعديلاً ، فنقدوا رواة الحديث في أنّهم ثقات أو غير ثقات ، وبيّنوا مقدار درجتهم في الثقة ،
وبحثوا هل تلاقى الراوي والمروي عنه أو لم يتلاقيا ؟
وقسّموا الحديث باعتبار ذلك ونحوه ، إلى حديث صحيح وحسن
وضعيف ، وإلى مُرسل ومُنقطع ، وإلى شاذ وغريب ، وغير ذلك ، ولكنّهم لم يتوسّعوا كثيرا في النقد الداخلي ،
فلم يتعرّضوا لمتن الحديث هل ينطبق على الواقع أم لا ؟!
ويقول : إنّهم كذلك ، لم يتعرّضوا كثيرا لبحث الأسباب السياسية التي قد