responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 742

 

 

البحث الثاني : حجيّة الإستصحاب على أساس السيرة العقلائيّة

وذلك بـبـيان أنّ الإنسان يشتري لعياله طعاماً لبنائه على بقاء حياة العيال ، وكذا الحيوانات ، حينما تصطاد وتأتي بالطعام لصغارها وفراخها ، فإنما تأتي بالطعام من باب الظنّ بالبقاء ، بل لمجرّد احتمال بقاء الحياة ، إذن يجب أن نقول بأنّ البناء العقلائي وسكوتَ المعصومين iأدلّ دليل على حجيّة الإستصحاب من باب السيرة العقلائيّة الممضاة .

أقول : ما ذُكِرَ غيرُ واضحٍ من حيث الصغرى ، فقد يكون إتيانُ الشخصِ للطعام من باب الإحتياط أو من باب الإطمئـنان الشخصي بـبقائهم على قيد الحياة .. بل هذا يحصل عادةً في موارد القضايا التكوينيّة ولم يثبت في الأمور الشرعيّة ، وما نريد إثباتَه نحن هنا هو سيرتهم على أساس حجيّة الإستصحاب مطلقاً ـ أي حتى ولو حَصَلَ عندنا ظنّ بزوال الحالة السابقة وفي خصوص مجال الشرعيّات ـ ، فنحن نريد هنا إثباتَ حجيّة الإستصحاب على أساس بنائهم على صحّة الإستصحاب مطلقاً ، وهذا لم يثبت عندهم ، لأنّ العقلاء لا يعملون بالظنّ بـبقاء الحالة السابقة فضلاً عن حالة الظنّ بتغيّرِ الحالة السابقة .

ولبـيان هكذا صغرى نَذْكُرُ المثالَ التالي من الشرعيّات : لو ظنّ الناسُ نجاسةَ ماءٍ معيّن في الطريق ، وتَبَعْثَرَ هذا الماءُ على ثيابنا ، فهل يقول لنا المتشرّعةُ من حيث هم عقلاء ـ لا من حيث هم متشرّعة ـ إبنِ على طهارة هذا الماء ؟!! لا شكّ أنهم سوف يتردّدون ولن يقولوا هذا الكلام مع ظنّهم بنجاسته . فالعقلاء في هكذا اُمور لا يجزمون ، ولذلك لا يصحّ التمسّك بحجيّة الإستصحاب على أساس ادّعاء وجود سيرة عقلائيّة .

لكنْ ، رغم ما قلناه ، سيأتينا بعد قليل أنّ ارتكاز العقلاء هو حجّة إجمالاً على حجيّة الإستصحاب ، أرشدنا إلى ذلك أئمّتـنا iفي الروايات التالية ، لكن نحن بما أنّ أذهانـنا غيرُ صافية لا نـتجرّأ ـ لولا الروايات التالية ـ على الجزم بحجيّة الإستصحاب مطلقاً بناءً على وجود ارتكاز عقلائي على ذلك ، ولذلك رأيتـنا في هذه الأسطر نـتردّد ولا نجزم بالحجيّة أو بعدمها .

البحث الثالث : حجيّة الإستصحاب على أساس الأخبار

وَرَدَ في جملة من الأخبار ما يفيد حجيّةَ الإستصحاب ، نذكرها روايةً رواية :

1 ـ ما رواه في يب بإسناده الصحيح عن الحسين بن سعيد عن حمّاد (بن عيسى) عن حريز عن زرارةَ عن أبي جعفر tقال قلت له : الرجلُ ينام وهو على وضوء ، أتُوجِبُ الخفْقَةُ والخفقتان عليه الوضوء

اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 742
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست