responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 566

 

وعلى أساس أنّ قوله بعدم حجيّة استظهاراتـنا نحن ، إضطرّ إلى القول بانسداد باب العلم والعلمي في أغلب الأحكام الشرعية ، وأن يذهب إلى القول بحجيّة الظنّ ـ وهو الظنّ الناشئ من استظهاراتـنا نحن غير المخاطَبين ـ خوفاً من أن يُخرَجَ من الدين بالكليّة !!

إذن الكتاب الكريم نزل ليَفهَمَه خصوصُ المعصومين (ع) ولم يُقصد إفهامُه لغيرهم إلاّ بواسطة المخاطَبـين (ع) !! وأمّا الروايات الشريفة فهي مجرّد أجوبة على أسئلة معيّنة ، ويحتمل أن يكون يوجد قرائن حالية أو مقالية لم تـنقَل في الروايات .

فأقول : لا شكّ أنّ الأنبـياء والمعصومين (علیهم السلام) حينما يكلّمون إنساناً معيّناً في زمانهم فإنهم يريدون إيصالَ الجواب إلى كلّ زمان ومكان ، لأنه وظيفتهم عقلاً وشرعاً ، لأنهم لسان الله وخلفاء رسوله (ص) في تبليغ رسالات الله سبحانه وتعالى ، فإذن يجب أن يكون كلامهم حجّةً بلحاظ غير المخاطَبين أيضاً ، ويجب عقلاً أن يوضّحوا ذلك للغائبين أيضاً ، وإلاّ لما كانوا خلفاءَ رسول الله (ص) في تبليغ الرسالة الإسلامية الخالدة الباقية إلى قيام الساعة .

فلا صحّة لما قاله المحقّق القمّي صاحب القوانين من اختصاص حجّية الظهور بمَن قُصِد إفهامُه.

على أنه لا شكّ أنّ المعصومين (علیهم السلام) لم يكونوا يكلّمون الناس بالرموز لإخفاء الأحكام الشرعية عن غير المشافهين ، فهذا مخالف لغرضهم الرسالي ، ولا يصدر من أجهل عالم دين في الدنيا ، كما لا شكّ في أنّ نقَلة الأحاديث كانوا بمقتضى وثاقتهم ينقلون كلّ القرائن المقامية واللفظية المحيطة بالحديث ، وإلاّ لكانوا غاشّين في دين الله ، ولكان قولهم بمثابة "ويل للمصلّين" ! وهذا ينافي الوثاقة ، ولذلك لا نشكّ ـ بمقتضى فهمهم ووثاقتهم ـ أنهم كانوا ينقلون الأحاديث بما يحتـف بها من قرائنَ مؤثّرةٍ على المعنى . ولك أن تـتمسّك بأصالة عدم الغفلة وعدم الخطأ التي هي أصول عقلائية معروفة ومسلّمة .

على أنك تعلم أنّ المتشرّعة الذين كانوا في زمان الأئمّة المتأخّرين (ع) كانوا يأخذون بظهورات الروايات التي صدرت في زمان المعصومين المتقدّمين (ع) من عهد رسول الله (ص) ، ويعملون على أساسها ، ولا يشكّ واحِدٌ في العالَم بذلك ، والأئمّةُ ساكتون عن هذا العمل ، فلماذا لم ينهَوهم عن الأخذ برواياتهم القديمة بذريعة أنهم بعيدون عن اُولئك السائلين بمئات السنين ، وأنَّهم غير مقصودين بالإفهام وأنه لعلّه كان يوجد قرائن مقامية أو حالية لم تصلهم ، ولعلّه وقع خطأ أو سهو أو نسيان أو تقطيع للروايات غيّر بعضَ معانيها أو وقع غفلة عندهم وفي نقلهم ...

المهمّ هو أنـنا قد ذكرنا أنّ الأئمّة (علیهم السلام) لم يُلفِتوا أتباعَهم إلى هكذا احتمالات ، لا في أيام الأئمّة المتأخّرين ، ولا في عصر الغيـبة الصغرى (260هـ ــ 329 هـ ق) وبنَوا على الصحّة في كلّ ذلك ، حتى صار

اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 566
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست