responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 443

 

خبر الثقة ، فنحن إذن لا نـتبع الظنّ أصلاً . فإذن خبر الثقة خارج تخصّصاً من تحت آيات الظنّ ، حتى على القول بكون حجيّة الخبر هو بنحو التـنجيز والتعذير ـ وليس بنحو الطريقية ـ وهذا فوق قولنا ـ قبل قليل ـ بأنّه على مسلك الحجيّة يكون الخروج تخصيصياً ، وذلك لأنـنا ندّعي الآن أنّ آيات الظنّ غيرُ ناظرة إلى أخبار الثقات أصلاً ، لأنها خارجةٌ موضوعاً عن الظنّ اللامعتبر .

نعم ، لا يمكن أن يتعبّدنا المولى تعالى بحجيّة خبر الثقة في اُصول الدين الأساسية ، كأنْ يقولَ مثلاً (إعتمدوا على خبر الثقة في الإعتقاد بوجود الله أو بعدالته أو بصفاته أو بوجود الأنبـياء أو الآخرة أو بصحّة دين الإسلام دون النصرانية واليهودية ... ) وذلك لأنّ هذه الاُمور يجب ـ عقلاً ـ أن تكون واضحةً ومسلّمةً عند العاقل المكلّف ، ولا ينبغي أن يتعبّدنا الباري تعالى بالاُمور العقائدية ، كلّ ذلك لأنّ خبر الثقة عادةً لا يخرج عن كونه ظنّاً وِجداناً وليس عِلْماً ، ولا يصلح عقلاً لأن يكون سَنَداً قويّاً للإنسان في اعتقاداته التي يجب أن تكون أرسخ من الجبال بحيث تزول الجبال ولا تزول عقيدته .

نعم في جزئيات الاُمور العقائدية لا بأس بالإعتقاد بأخبار الثقات ، لكن إن اشتهرت ، لا مطلقاً ، كأنْ تَكْثُرَ أخبارُ الثقات عن المعصومين (ع) أنّ فلاناً وصاحبَه في جُبٍّ في قعر جهنم في تابوت مقفل ، على ذلك الجب صخرةٌ ، فإذا أراد الله أن يُسَعِّرَ جهنمَ كَشَفَ تلك الصخرة عن ذلك الجب فاستعرت جهنّمُ مِن وَهْجِ ذلك الجُبّ ومِن حَرِّه ، أعاذنا الله تعالى من جهنّم وأهلها[391] .


[391] لم أستطع هنا إلا أن أكتب الكلمات التالية للتاريخ : سألتُ أكثرَ مِن واحد من السوريـين من إخوانـنا من أهل العامّة أمس قلتُ لهم : ما السبب الذي جعل كلّ السوريـين ينـتخبون بشّارَ الأسد بهذه الحماسة الغريـبة قبل يومين ، وجاؤوا إلى بعَبْدا (شرق بـيروت) بمئات الآلاف ، وكأنهم يذهبون إلى عِرْسٍ عظيم ، يحملون الأعلام السورية ويتضاحكون وينادون بإسم بشّار الأسد بأعلى الأصوات ، في مناظرَ لا تصَدَّقُ .. خلافاً لكلّ التوقّعات في العالَم .. مع أنكم كنـتم كلّكم قبل ثلاث سنوات تحبون الثورة وتدافعون عنها ، وتكرهون بشّار وأعوانَه ؟! فقالوا : هذا صحيح ، كان الإعلام العربي الخليجي قد طغَى علينا ، حتى صدّقناهم ، لكن حينما رأينا المسؤولين عن الثورة أفظعَ مجرمين في العالَم ، لم يشهَدِ العالَمُ مثلَهم على الإطلاق ، رأيناهم يقطعون الرؤوس ، ويحزّونها بأبشع الكيفيات والمناظر ، بل ويكبّرون عليها أيضاً ! وحينما رأينا شقّ الصدور وأكْل الأكباد ، وقطْع الأيدي ، حتى للصغار ، وبلا سبب يوجب ذلك ، ورأيناهم يهدمون قبور أنبـياء الله وأوليائه ، كأنهم ينـتقمون من الله ويحاربونه ، ويتقاتلون على النفوذ ، فيقطعون رؤوسَ بعضِهم من أجل السلطان والجاه والمال والنفط ، مع أنّ أهواءهم السياسية واحدة ، وميولهم لإسرائيل وأمريكا والسعودية واحدة ، ويفجّرون كلّ المدنيـين الأبرياء بالسيارات المفخّخة في سوريا ولبنان والعراق بمئات السيارات ، في هذه السنوات الثلاثة .. والأعجبُ مِن كلّ ذلك أنهم يفعلون كلّ ذلك بإسم الإسلام ، وأنهم يريدون بهذه التـفجيرات أن يتَغَدّوا مع النبـي (ص) !! فإنْ لم يَلْحَقوا على الغَداء فإنهم لا مُحالةَ سيَلْحَقُون على العشاء !! وأعجبُ من كلّ شيء أنّ الدول الخليجيّة التي تدعم المقاتلين السوريـين ـ وحجّتُهم على الإذاعات لزومُ تطبـيقِ الديموقراطيّة في سوريا ـ لا تعرف الديموقراطيّة ولا تطبّقُ منها واحداً على عشرة !! حينـئذٍ عرف كلّ الشعب السوري هذه المعارَضة وحقيقتَها وهدفَها وداعِمِيها ورؤساءَها الحقيقيـين .. فرجعوا كلّهم إلى الرئيس بشّار الأسد ، ورأَوه هو الحافِظَ الوحيد والمخلّص الوحيد لسوريا .. قلتُ لهم : آجركم الله ، لقد بانَ لي ولكلّ العالَم أمس أنّ الأغلبـية العظمى من الشعب السوري لا يزال ضميرهم الإنسانيّ حيّاً ، وأنهم لا يزالون أحراراً في دنياهم .. (الأحد في 1 / 6 / 2014 م) .

اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 443
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست