responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 31

 

يعبّرون عنه بـ مجدّد المذهب في القرن الثاني عشر[17]بارزاً في أوائل هذا العصر أيضاً ، حيث نهض للردّ على المدرسة الأخباريّة ، فتطوّر بذلك علمُ الاُصول وتـنقّح على يديه وعلى أيدي تلامذته ، وظهر في أوائل هذه المرحلة مذهبُ الإنسداد أيضاً ، حتى أنّ نفس الوحيد البهبهاني وتلميذَه المحقّق القمّي[18] وتلميذه صاحب الرياض كانوا إنسداديين !! وانهزم مذهب الإنسداد بعدما تبرهن بالأدلّة القطعية حجيّةُ خبر الثـقة وحجيّة الظهور وعدم حجيّة الظنّ ..

وكما قلنا كان السبب في بزوغ هذه المرحلة الرابعةِ الحركةَ الأخبارية سنة 1031 هـ وكان رائدُها ومجدّدها الشيخ أمين الإسترآبادي وظهرتْ بشكل خاص في كتابه "الفوائد المدنية" الذي وضع أصول ما فيه من الأفكار في المدينة المنورة ، ثم دَوَّنها في مكة المكرمة وسَمّاه بـ‌ "الفوائد المدنية" في الردِّ على مَن قال بالإجتهاد والتـقليد أي أتْباع الظن في الأحكام . وهذا الكتاب يحوي أصولَ الفكر الأخباري بصورة منظمة وعلمية . ويُعَدُّ الأمين الإسترآبادي أبرزَ علماء هذه المدرسة ورائدَها . وهناك علماء آخرون بنفس الإتجاه الأخباري كالشيخ حسين بن شهاب الدين الكركي العاملي[19] (1076 هـ‌) والحر العاملي مؤلف وسائل الشيعة والفيض الكاشاني مؤلف الوافي ، والشيخ يوسف مؤلف الحدائق الناضرة والسيد نعمة الله الجزائري والشيخ الميرزا محمد بن عبد النبي النيشابوري الأخباري ( 1233 هـ‌ ) وكان هذا الأخيرُ شديداً في آرائه قاسياً في نقده للأصوليين .

وقد اعتُبِرَتْ بدايةُ هذه المرحلة سنة 1031 هـ لعدّة أسباب :

منها : زلزال المدرسة الأخبارية في الطائفة الشيعية في نفس تلك السنة ، ممّا أثار العلماءَ الاُصوليين كثيراً ، وبذلك تـنقّح علم الاُصول بشكل غير مسبوق .

ومنها : ظهور مدرسة الإنسداديين ، أيضاً في بدايات المرحلة الرابعة ، خاصّةً على يد الوحيد البهبهاني وتلميذه المحقّق القمّي ، ممّا زاد في كثرة الجدال والأخذ والردّ في مدى صحّة القول بالإنسداد ، ممّا جعل علم الاُصول منقّحاً أجمل تـنـقيح .

 


[17] وُلِدَ في مدينة إصفهان سنة 1117 ، عاش في النجف الأشرف سنين عديدة ثم انـتـقل إلى كربلاء حيث توفّي فيها سنة 1205 أو 1206 هـ ق .

[18] هو من أهل شَفت من أعمال مدينة رشت من محافظة گيلان في شمال إيران ، وُلِد حوالي عام 1152 هـ ، وتوفّي في قم المقدّسة ودُفِن في مقبرتها الشهيرة التي دخلت منذ عدّة سنوات في حرم السيدة فاطمة المعصومة (س) والمعروفة بمقبرة شيخان وتُلفَظ شيخون .

[19] صاحب كتاب هداية الأبرار ، ولا أعرف العلاقة النسبـية بـينه وبين المحقق الثاني الشيخ علي بن الحسين الكركي المتوفى سنة 940 هـ صاحب جامع المقاصد في شرح القواعد .

اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 31
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست