responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 238

يقال هذا الفعل سيّئ ، وكذا لو صدر الفعلُ السيّئ من المجنون أو النائم .. فاتّصافُ عملٍ بالحُسن أو بالقبح لا يكون إلاّ بلحاظ الفاعل ، فكأنّ العقلاء حينما يعتبرون الأمر الفلاني حسناً يعنون به تشجيع العامل على فعله ولتعظيمه للقيام به ، وحينما يعتبرون الأمر الفلاني قبـيحاً يعنون به أن يشنّعوا على المرتكِب للقبـيح ويعاقبوه ويعاتبوه .

 

فما هو الحقّ في ذلك ؟ فأقول :

يصحّ أن تقول "ما حصل من وقوع الحائط على المؤمن وقتْلِهِ إياه هو أمر سيّئ للغاية ويؤسَفُ عليه" إذن يصحّ وصفه بالقبح ، وكذا تقول عمّا صدر من المجنون والصغير من أفعال سيّئة وقبـيحة ، وإن كنت لن تعاقبهما ولن تعاتبهما لأنهما غير مؤهّلَين لذلك ، لكن هذا لا يمنع من اتّصاف كلّ ما صدر منهما بالحسن أو بالقبح . أمّا بالنسبة إلى سرعة الصغير والكبـير فهذا لا يفيد سيّدنا الشهيد ، وذلك لأنّ نفس الفعل الذي صدر من الصغير جيد بلحاظه ، ونفس الفعل الذي صدر من الكبـير سيّئ بلحاظه ، وهكذا في جدول الضرب ، وكذا في قولنا للعالم الديني "كَنْسُك للشوارع أمْرٌ حسنٌ في نفسه للمصلحة في ذلك ، ولكنْ مفسدةُ كنْسِك للشوارع أعظمُ مِن مصلحة كنسك لها" .. إذن العقلاء وحتى المولى ينظرون إلى كلّ جهات العمل الصادر من الشخص ثم يحكمون على العمل في نفسه وعلى العمل بلحاظ صدوره من العامل .

وقولُ اُستاذنا السيد كاظم الحائري "وجعلُ العقلاء للحسن والقبح كان بحكمة الدفع والزجر ، وكان خاصّاً بالصدور من الفاعل المختار" هو خطأ ، ذلك لأنّ العقلاء لا يجعلون الحسن والقبح ، إنما هما نـتيجة المصلحة والمفسدة في نفس الفعل وبلحاظ صدور الفعل من الفاعل .

ثم إنّ قول السيد الشهيد بأنّ "الحسن والقبح إنما يصحّان إذا كانا صادرين من فاعل مختار" غير صحيح ، وذلك لأنك تلاحظ الناس يقولون الطقس حسن ، أو رائحة الشيء الفلاني قبـيحة ، مع أنّهما صفتان لاُمور طبـيعية غير عاقلة ، وما ذلك إلاّ لأنّ الناس ينظرون إلى المصلحة في الشيء والمفسدة فيه . وبتعبـير آخر : إنه ليس بالضرورة أن يكون موضوع الحسن والقبح هو العمل الصادر من العاقل ، فقد تصف (ما حصل) من زلازل أوأمطار بالحسنة أو بالقبـيحة مع أنها غير عاقلة ، وما ذلك إلاّ بلحاظ ما يحصل منها من مصالح أو مفاسد ، ولذلك ينبغي النظر إلى المصالح والمفاسد ، فتقول : ما صدر من المتجرّي بلحاظ نفس العمل من إنقاذ المؤمن أو إنقاذ ابن المولى هو عمل جيد

اسم الکتاب : دُرُوسٌ في عِلْمِ الأُصُول (الحَلَقَةُ الرّابِعَة) المؤلف : آل فقيه العاملي، ناجي طالب    الجزء : 1  صفحة : 238
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست