تتكرر
الوعود هذه الأيام بأن العراق سيكون بلداً مفتوحاً يتمتع أهله بالحريّة. ومن
الطبيعي أن لا تصدق هذه الوعود فيما يضر بمصالح الفاتحين، ويضعف نفوذهم، وإنما
تصدق- لو صدقت- في تهيئة أسباب الرفاه، ومتع الحياة، والتحلل، والميوعة، ونحو ذلك
مما يلهي الناس عما يُراد بهم، ويُضعف فيهم روح الدين والإيمان والكرامة، ويحطم
معنوياتهم، وهو أمر يخدم مصلحة المحتلين ويعمق نفوذهم.
ونحن
في ذلك معرضون لفتنة عمياء، وامتحان عسير،
ولا
بد من التهيؤ لهما بمزيد من الحذر واليقظة.
ففي
الوقت الذي نؤكد فيه- تبعاً لتعاليم ديننا الحنيف- على أن من حق الإنسان أن يستغل
متع الحياة وينعم بخيراتها، لكن لا على حساب الدين والكرامة والشخصية، فإن الإنسان
أكرم على الله تعالى من أن يكون عبداً لهواه وأسيراً للذّته، كالبهيمة المربوطة
همّها علفها، والسائمة شغلها تقمّمها.
وإن
من دواعي الفخر والاعتزاز ما نلمسه في العراقيين الكرام من توجّه ديني، واهتمام
بالمزيد من الثقافة الدينية من منابعها الأصيلة، فعليهم أن يتمسكوا بذلك،
ويستزيدوا منه،
اسم الکتاب : رسالة سماحةالسيد محمد سعيد الحكيم( دام ظله) الي الشعب العراقي العزيز المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد الجزء : 1 صفحة : 18