responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصابيح الأصول المؤلف : بحر العلوم، السيد علاء الدين    الجزء : 1  صفحة : 101

(وأخرى) بمفهوم تفصيلي يشتمل على جهة اشتراك وامتياز، وهو مفهوم الحيوإن الناطق، فلو ألّفنا قضية من ذلك فقد حملنا مفهوماً متصوراً تفصيلا على مفهوم متصور إجمالا، فالحمل الذاتي لا يفيد إلا حمل أحد المفهومين على الآخر.
وأما الحمل الشايع الصناعي: فهو عبارة عن حمل شئ على شئ آخر متحد معه وجوداً كحمل الكليات على أفرادها، أو الماهيات على أصنافها وأنواعها، كما يقال: (زيد إنسان، أو الإنسان حيوان ) فإن الاتحاد بين الموضوع والمحمول: إنما هو من حيث الوجود الخارجي، بمعنى أن وجود أحدهما في الخارج عين الآخر. وأما التغاير فهو بين المفهومين، فإن المفهوم من كلمة - زيد - غير المفهوم من كلمة الإنسان.
إذا عرفت هذا فنقول: إما كون عدم صحة السلب علامة على الحقيقة في الحمل الذاتي فهو موقوف على معرفة مفاد ذلك الحمل، والذي يظهر منه أن ما تفيده جملة (الإنسان حيوان ناطق) هو أن المحمول بحسب الذات عين الموضوع، وأما أن اللفظ وهو الحيوإن الناطق حقيقة في معنى الإنسان، وأنه موضوع له، فالقضية تقصر عن إفادة هذا الأمر ولا بد من الاستعانة بالتبادر في تعيين هذا المعنى.
وبعبارة أخرى: صحة الحمل من صفات المدلول والمنكشف، والحقيقة والمجاز من صفات الدال والكاشف، فلا يكون الأول دليلاً على الثاني، وعليه ففي القضايا الحملية حملاً أولياً ذاتياً لا يكون عدم صحة السلب دليلاً على الحقيقة.
وأما في الحمل الشايع - فهو كذلك - والوجه في تسميته بالشايع: هو تداوله بين الناس، وشيوعه في القضايا التي يستعملونها عادة، وتسميته بالصناعي باعتبار أن أكثر أقيسة الصناعات وبراهينها - ولا سيما الشكل الأول - من هذا القبيل، وقد عرفت أن جهة الاتحاد فيها من حيث الوجود الخارجي، والتغاير من ناحية المفهوم، فالجهة المصححة للحمل والجامعة بين كل من الموضوع والمحمول ليس إلا وحدة الوجود الخارجي.
اسم الکتاب : مصابيح الأصول المؤلف : بحر العلوم، السيد علاء الدين    الجزء : 1  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست