responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصابيح الأصول المؤلف : بحر العلوم، السيد علاء الدين    الجزء : 1  صفحة : 100

وأما إذا علم ظهور اللفظ في المعنى، وعلم إرادة المتكلم له جداً، ولكن شك في استناده إلى القرينة ليكون الاستعمال مجازياً، أو إلى الوضع ليكون حقيقياً، فالعقلاء لم يسبق لهم بناء في مثل هذا.
وبعبارة أخرى العقلاء إنما يلتجئون إلى أصالة عدم القرينة لتعيين مراد المتكلم جداً، وأما العلم به، والشك في كيفية الإرادة لذلك المعنى فلا يرجعون إلى أصالة عدم القرينة.
فالمتحصل - من جميع ما تقدم - أن التبادر علامة على المعنى الحقيقي الفعلي العرفي إذا علم استناده إلى نفس اللفظ، وهذا مختص بالعالم بالوضع فقط.
عدم صحة السلب
قالوا: إنَّ صحة الحمل، وعدم صحة السلب من علائم الحقيقة.
كما أن عدم صحة الحمل، وصحة السلب من علائم المجاز، فإذا أردنا أن نعرف أن (الحجر جسم) أم ليس بجسم - مثلا - حملنا عليه ذلك فإن وجدنا صحة مثل هذا الحمل من دون عناية نستكشف منه الحقيقة، والا فهو مجاز.
والتحقيق أن يقال: إنه لا بد في كل قضية حملية الاتحاد من جهة والتغاير من جهة بين المحمول والموضوع، أما جهة الاتحاد، فلأنه لولاه لكان من حمل المبائن على مبائنه وهو لا يصح قطعاً، وأما جهة التغاير، فلأنه لولاه لكان من حمل الشئ على نفسه، وهو باطل، وهذا الحمل ينقسم إلى قسمين: ذاتي أولي، وشايع صناعي.
أما الحمل الذاتي: فهو عبارة عن حمل أحد المفهومين على الآخر - كما يقال: (الإنسان حيوان ناطق) فجهة الاتحاد بينهما وحدتهما مفهوماً، وجهة التغاير اختلافهما من حيث الإجمال والتفصيل، فإن ذات الإنسان قد تتصور (تارة) بمفهوم مجمل، وهو مفهوم الإنسان،
اسم الکتاب : مصابيح الأصول المؤلف : بحر العلوم، السيد علاء الدين    الجزء : 1  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست