responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مباني الإستنباط المؤلف : الكوكبي، السيد ابوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 85

الثالث- قد عرفت ان ما يصادفه التجري من الوجوب والاستحباب وغيرهما من الجهات الواقعية لا يوجب تغير التجري عما هو عليه من القبح، واستحقاق العقاب لما عرفت ان مناطهما هو هتك المولى والتعدي عليه وهو موجود في الجميع بلا زيادة ونقيصة خلافا لصاحب الفصول (قدس) حيث زعم ان الجهات الواقعية توجب تغير التجري عما هو عليه من القبح واستحقاق العقاب فانه (قدس) بعد ما رجح قبح التجري واستحقاق العقاب عليه قال: ان قبح التجري ليس ذاتيا له بل يختلف بالوجوه والاعتبار فقد يطرأ عليه ما يوجب زوال قبحه رأسا كما اذا صادف واجبا وكان مصلحته غالبة على مفسدة التجري او مساوية له فانه اذا امر المولى عبده بقتل عدو له فصادف العبد ابنه وزعم انه ذلك العدو لكنه تجرى فلم يقتله لا يتصف هذا التجري بالقبح عقلا ولذا لا يلومه المولى اذا اطلع على حاله، وقد يطرأ عليه ما يوجب تأكد قبحه كما اذا صادف المعصية الواقعية فانه يجتمع فيه حينئذ قبح التجري وقبح المعصية الواقعية فيتداخل العقابان فيكون اشد وآكد، ومنه يظران قبح التجري في المكروهات الواقعية اشد منه في مباحاتها وهو فيها اشد منه في مندوباتها فقبح التجري تختلف شدة وضعفا حسب اختلاف الفعل المتحقق في ضمنه التجري فى جهته الواقعية، هذا حاصل ما افاده (قدس) فى المقام وكلامه (قدس) يتألف من دعاوي ثلاث.
الاولى- ان قبح التجري ليس ذاتيا له بل عرضي يختلف بالوجوه والاعتبار نظير بقية الامور التي تختلف بذلك.
الثانية- ان ما يصادفه التجري من الوجوب والحرمة والاستحباب والكراهة من الوجوه التي يختلف بها التجري خارجا.
الثالثة- ان العقاب يتداخل عند مصادفة التجري المعصية الواقعية. ولكن
اسم الکتاب : مباني الإستنباط المؤلف : الكوكبي، السيد ابوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست