الكلام في مقدار الديةأمّا
بالنسبة إلى مقدار دية قتل النفس المحترمة فديتها على ما هو المعروف
والمشهور، بل لم ينقل الخلاف عن أحد وأرسلوا الحكم إرسال المسلمات أنّها
على ما في صحيحة عبد الرحمن بن الحجاج[1]
وغيرها: الدية ماءة من الإبل، أو مائتان من البقر، أو ألف شاة، أو ألف
دينار، أو عشرة آلاف درهم-كلّ دينار بعشرة دراهم-أو مائتا حلة من حلل
اليمن.
الدية أحد هذه الأمور ولا إشكال في ذلك باعتبار صحيحة عبد الرحمن بن الحجاج
وغيرها، فإنّه وإن كان المذكور فيها أن ماءة من الإبل تجب على أصحاب الإبل
ومائتان من البقر على أصحاب البقر، وألف شاة على أرباب الشياه، وبالنسبة
إلى من يملك الورق ألف دينار أو عشرة آلاف درهم، وبالنسبة إلى أهل اليمن
مائتا حلة.
لكن لا شكّ في عدم اختصاص الحكم بمن يكون مالكا لأحد هذه الأمور يعني من
يملك الإبل يجب أن يدفع من الإبل فإن هذا من جهة التخيير وعدم الزام القاتل
بأن يحصل مالا آخر، فإذا فرضنا أنّه يملك غنما لا يجب عليه تحصيل البقر،
أو
[1] الوسائل 29: 193 باب 1 من أبواب ديات النفس، ح 1.