responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لمحات الأصول المؤلف : بروجردى، حسين    الجزء : 1  صفحة : 75

لا تكون واجبة بوجوب آخر غير وجوب ذي المقدّمة، حتّى يكون لها امتثال و معصية، بل لو فرض ترشّح الوجوب عليها من ذيها، لا يكون وجوبها المقدّمي بما هو، مقرّباً للمولى و محصّلًا لغرضه، و ليس لهذا الوجوب امتثال و لا عصيان، بل مقربيّة المقدّمات و امتثاله بنفس مقرّبيّة ذي المقدّمة و امتثاله.

فالمقدّمات إنّما تكون مقرّبة؛ لكونها وسيلة لإتيان ذي المقدّمة، و مقربيّة ذي المقدّمة بواسطة كونه امتثالًا لأمر المولى، و محصّلًا لغرضه، و هذا المعنى موجودٌ في المقدّمات، تعلّق بها أمر أم لا، و لو لم يأتِ المكلّف بالمقدّمات وسيلة إلى‌ حصول ذيها، لا تكون مقرّبة، تعلّق بها الأمر أم لا.

فالميزان في مقرّبيّتها كونها وسيلة إلى‌ حصول ذيها، الذي يكون إتيانه طاعة لأمر المولى، و عملًا بوظيفة العبوديّة، و يكون تعلّق الأمر كالحجر بجنب الإنسان.

و بالجملة: لا يكون للأوامر المتعلّقة بالمقدّمات نفسيّة، بل هي فانية في الأمر النفسيّ المتعلّق بذي المقدّمة.

الثالثة: فيما هو الباعث نحو العمل‌

إنّ الأمر لا يكون محرّكاً و باعثاً نحو العمل مطلقاً، بل هو موضوعٌ لتحقّق الإطاعة، و إنّما المحرّك و الباعث نحو العمل، مبادئ اخر موجودة في نفس المكلّف، على تفاوت مراتب العباد و مقاماتهم؛ فإنّ المبدأ المحرّك قد يكون حبّ المولى، و قد يكون إدراك عظمته و صيرورة العبد مقهوراً تحت نور سطوته و جلاله، و هذان المبدءان من أعلى‌ مراتب العبوديّة، و تكون العبادة المتحقّقة بهما من أعلى‌ مدارج العبادة.

و بعد هاتين المرتبتين مرتبة رؤية العبد نعماء المولى، و مشاهدة استغراقه‌

اسم الکتاب : لمحات الأصول المؤلف : بروجردى، حسين    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست