responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيع( تقريرات الإمام الخميني( س) للخرم آبادي) المؤلف : الخميني، السيد روح الله    الجزء : 1  صفحة : 294

أقول: التحقيق أنّ الكناية في مقام الحكاية و الإخبار، إخبار عن المكنّى عنه و إن استعمل اللفظ في لازمه، و لذا يكون صدقها و كذبها باعتبار المكنّى عنه، و ليس إخباراً عن اللازم و بياناً له؛ لينتقل منه الذهن إلى الملزوم، بل هو أوّلًا و بالذات يخبر عنه، فقوله: «زيدٌ طويل النجاد» إخبار عن طول قامته، و «كثير الرماد» عن جوده و سخائه، و لذا يصدق و إن لم يكن له نجاد، و لا رماد، أو كان و لم يكن طويلًا، و لا كثيراً، و يكذب لو لم يكن طويل القامة، أو صاحب جود و سخاء.

و كذا في مقام المدح و الذمّ، تكون الكناية إيجاداً للمدح و الذمّ، و لا تكون إخباراً عن اللازم و انتقالًا منه إلى المدح و الذمّ؛ بحيث يكون الداعي و الغرض المدح أو الإخبار عن المكنّى عنه، و كذا لا يكون إنشاء و إيجاداً لهما ثانياً، بل كما هو إخبار عن المكنّى عنه أوّلًا، فكذلك في الإنشاء، فإنّه استعمال في لازمه؛ و هو المعنى الحقيقي، و بهذا الاستعمال ينشأ المدح و الذمّ ابتداءً، فإذا أراد إنشاء مدح له بالسخاوة يقول: «كثير الرماد» و لذا لو اجيب «بأنّه لا رماد له» يقول: «إنّ المراد الإخبار عن سخاوته» أو «إيجاد مدحه» و البيع أيضاً يمكن إيجاده بلفظ الكناية؛ فإنّه معنىً اعتباري قابل للإيجاد و الإيقاع.

و بالجملة: فرق بين الدلالة الالتزامية، و بين الكناية؛ حيث تكون الدلالة الالتزامية استعمالًا للملزوم في معناه المطابقي، و إخباراً و حكايةً عن نفس مدلوله المطابقي، و ينتقل منه الذهن إلى لازمه البيّن، و يلاحظ الصدق و الكذب بالنسبة إلى نفس معناه المستعمل فيه؛ من دون نظر إلى لازمه، فلو قيل: «طلعت الشمس» فهو و إن كان لازمه تحقّق النهار، أو مضيّ وقت الصلاة مثلًا في بعض المقامات، إلّا أنّ الغرض هو الإخبار عن الطلوع و الحكاية عنه؛ و إن انتقل منه‌

اسم الکتاب : البيع( تقريرات الإمام الخميني( س) للخرم آبادي) المؤلف : الخميني، السيد روح الله    الجزء : 1  صفحة : 294
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست