مِنهُ الحُكمُ بِالاشتِراكِ اللَّفظىِّ بَينَ الاسماءِ الالهيَّةِ وَ الخَلقيَّةِ وَ الصِّفاتِ الواقِعَةِ عَلَى الحَقّ وَ الخَلقِ وَ اعجَبُ مِنَ الأَعجَبِ ماسَلَكَ فَى الطَّليعَةِ الأُولى مِنَ البَوارِقِ المَلَكُوتيَّةِ مِن انَّ مايُوصَفُ بِوَصفٍ فَلَهُ صُوَرةُ لِأَنَّ الوَصفَ اعظَمُ الحُدوُدِ لِلشَّى ءِ فِى المَعانى وَلا احاطَةَ اوضَحُ مِن احاطَةِ الصِّفَةِ فِى العَوالى وَ جَعَلَ ذلِكَ سِرَّ ما فِى الخَبَرِ انَّ اللهَ لا يوصَفُ ... وَ ظَنّى انَّ ذَهابَهُ الى ذلِكَ لِعَدَمِ استِطاعَتِهِ عَلى جَمعِ الاخبارِ فَوَقَعَ فيما وَقَعَ الخ:
«سپس بعد از كلامى مىفرمايند جا دارد كسى بقاضى خطاب كرده و بگويد:
«ايُّهَا الشَّيخُ العارِفُ جَعَلَكَ اللهُ فى اعلى دَرَجاتِ النَّعيمِ انتَ الَّذى فَرَرتَ مِنَ الاشتِراكِ المَعنَوىِّ بَينَ الحَقِّ وَ الخَلقِ وَ جَعَلتَ التَّنزيهَ مَلاذاً لِلتَّشبيهِ، مَا الَّذى دَعاكَ الى الذَّهابِ الى انَّ الصِّفَةَ ما مَعَهُ الشَّىُ بِحالٍ فى اىِّ مَوطِنٍ مِنَ المَواطِنِ حَصَلَ وَ فى اىِّ مَوجُودٍ مِنَ المُوجُوداتِ وُجِدَ؟ بِمُجَرَّدِ انَّ الصِّفَةَ فِى الخَلقِ لا مُطلَقاً بَل فى عالَمِ المادَّةِ وَ الهَيُولى كَذلِكَ هَل هذا الَّا التَّشبيهُ الَّذى وَرَدَتِ الأَخبارُ الصَّحيحَةُ مِن اهلِ بَيتِ العِصمَةِ وَ الطَّهارَةِ (صلواتُ اللهِ عَلَيهِم) بَلِ الكتابُ العَزيزُ عَلى نَفيِه؟ وَ فَرَرتَ مِنهُ حَتّى وَقَعتَ فيما وَقَعتَ مِن نَفىِ الصّفاتِ الَّتى قالَ اللهُ تَعالى شَأنُهُ فى حَقها،
«وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها وَ ذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ» [1]
وَ قالَ تعالى شانه:
«قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى» [2]
وَ هَل زَعَمتَ انَّ مَن قالَ مِنَ الحُكَماءِ العِظامِ وَ الأَولياءِ الكِرامِ رِضوانُ الله عَلَيهِم بِعَينيَّةِ الصّفاتِ لِلذّاتِ المُقَدَّسَةِ، انَّها ما ذَكَرتَ بِعَينِها وَ هَلِ المُرادُ الّا انَّ الوُجُودَ الحَقيقىَّ بِاحَدَيَّةِ جَمعِهِ يصلَحُ
[1] اعراف»، 180.
[2] «اسراء»، 110.