responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ارشاد الطالب الی تعلیق المکاسب المؤلف : التبريزي، الميرزا جواد    الجزء : 1  صفحة : 231

..........
______________________________
فی المستقبل و عدمه، و لو کان معتقدا بفعله استقبالا، و أخبر بوقوعه، فلا بأس به.
و لا یجب علیه جعل خبره صادقا بفعله فی المستقبل.
فان مع ترک الفعل و ان یتصف خبره السابق بالکذب الا ان دلیل حرمة الکذب لا یعمه.
فان ظاهره حرمة جعل الکذب و إیجاده بمفاد کان التامة لا جعل الخبر الصادر سابقا کاذبا، و لذا ذکرنا فی باب موانع الصلاة أن المبطل لها من الزیادة جعل الزائد بمفاد کان التامة لا جعل ما کان من الصلاة زائدا کما فی العدول من سورة أو ذکر أو غیرهما إلی سورة أو ذکر أو غیرهما، حیث انه بعدوله یحصل وصف الزیادة للمعدول عنه، و هذا لا دلیل علی مانعیته.
و الحاصل أن هذه الصورة أیضا خارجة عن الوعد الذی هو قسم من الإنشاء فلا یجب الفعل فیها لو قیل باختصاص وجوب الوفاء بالوعد الذی هو من قسم الإنشاء. نعم لو أنشأ العهد و الالتزام بالفعل للغیر کان العهد المزبور بإنشائه و إظهاره من حقیقة الوعد، و یمکن أن یقال بوجوب الوفاء به للایة و الروایة. و المراد بالآیة قوله سبحانه کَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللّٰهِ أَنْ تَقُولُوا مٰا لٰا تَفْعَلُونَ «1» و لکن ظاهرها حرمة القول بلا عمل، لا وجوب العمل بالقول، فلا یجوز الوعد لمن لا یفی بوعده، لا أنه بعد الوعد یجب الوفاء به، و لا یلتزم القائل بوجوب الوفاء بحرمة نفس الوعد مع عدم الوفاء، فالمراد بالآیة صورة الاخبار عن فعله الاستقبالی، مع عدم قصد الفعل أو أمر الناس و ترغیبهم الی ما لا یفعله، من قبیل قوله سبحانه أَ تَأْمُرُونَ النّٰاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَکُمْ «2» و علی تقدیر دلالتها علی ذلک فلا یختص الوجوب بالوعد الذی هو من قسم الإنشاء بل تعم الصورة الثانیة من الاخبار.
______________________________
(1) سورة الصف (61) الایة: (3).
(2) سورة البقرة (2) الایة: (44)
اسم الکتاب : ارشاد الطالب الی تعلیق المکاسب المؤلف : التبريزي، الميرزا جواد    الجزء : 1  صفحة : 231
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست