اسم الکتاب : من لا يحضره الفقيه المؤلف : الشيخ الصدوق الجزء : 4 صفحة : 504
[بيان الطريق إلى حمّاد النوّاء]
و ما كان فيه عن حمّاد
النوّاء فقد رويته عن محمّد بن عليّ ماجيلويه- رضي اللّه عنه- عن عمّه محمّد بن
أبي القاسم، عن أبيه، عن محمّد بن خالد البرقيّ، عن محمّد بن
______________________________
-
عبدا صالحا، و صهيب عبد سوء يبكى على فلان» و روى المفيد في الاختصاص ص 73 قال أبو
عبد اللّه عليه السلام «رحم اللّه بلالا كان يحبّنا أهل البيت و لعن اللّه صهيبا
فانه كان يعادينا» و في خبر آخر «كان يبكى على فلان» و هو الذي صلى بالناس أيّام
الشورى عينه عمر، و صلى عليه بحكم عبد الرحمن بن عوف كما اتفقت عليه تواريخهم.
و فيه «قال النبيّ صلّى
اللّه عليه و آله: ان الصلاة في مسجدى هذا أفضل من ألف صلاة في ما سواه الا المسجد
الحرام و المسجد الاقصى» و هذا كما ترى جعل البيت المقدس عدل المسجد الحرام و ثواب
الصلاة فيه كثواب الصلاة في مسجد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و تقدم منا الكلام
في المجلد الأول ص 233 في موقعية المسجد الاقصى من الفضل.
و فيه في أوائله «أن
النبيّ لما بنى مسجدا بالمدينة و شرع فيه بابه و أشرع المهاجرون و الأنصار أراد
اللّه ابانة محمّد و آله الافضلين بالفضيلة فنزل جبرئيل عن اللّه بأن سدّوا
الأبواب عن مسجد النبيّ قبل أن ينزل بكم العذاب فأول من بعث إليه النبيّ صلّى
اللّه عليه و آله يأمره بسد بابه العبّاس بن عبد المطلب- الى آخر كلامه الطويل-»
مع أن العباس لم يؤمن بالنبى (ص) يومئذ و لم يهاجر و كان في غزوة بدر مع المشركين
فأسر، و بالجملة مفتريات هذا التفسير كثيرة و على الطالب الرجوع إليه أو الى كتاب
الاخبار الدخيلة، و عندي أن الاصرار بتصحيح أمثال هذه الكتب اصرار في تخريب أساس
الإماميّة و تجريح أئمتهم المعصومين عليهم السلام و الذين تصدوا لاثبات صحّة هذا
التفسير و نسبته الى المعصوم ربما تعجبهم كثرة ما نقل فيه من فضائل أهل البيت و
معجزاتهم عليهم السلام فغفلوا عما فيه من الخبط و التخليط و المفتريات و الاباطيل،
روى الصدوق- رضوان اللّه عليه- في عيون أخبار الرضا (ع) «أن إبراهيم بن أبي محمود
قال للرضا عليه السلام: يا ابن رسول اللّه ان عندنا أخبارا في فضائل أمير المؤمنين
(ع) و فضلكم أهل البيت و هي من رواية مخالفيكم و لا نعرف مثلها عندكم أ فندين بها؟
فقال (ع) يا ابن أبي محمود ان مخالفينا وضعوا أخبارا في فضائلنا و جعلوها على
ثلاثة أقسام، أحدها، الغلوّ، و ثانيها التقصير في أمرنا، و ثالثها التصريح بمثالب
أعدائنا، فإذا سمع الناس الغلوّ فينا كفروا شيعتنا و نسبوهم الى القول بربوبيتنا،
و إذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا، و إذا سمعوا مثالب أعدائنا باسمائهم ثلبونا
بأسمائنا و قد قال اللّه عزّ و جلّ: «لا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ
اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ»- الى أن قال- يا ابن
أبي محمود احفظ ما حدثتك به فقد جمعت لك فيه خير الدنيا و الآخرة».
اسم الکتاب : من لا يحضره الفقيه المؤلف : الشيخ الصدوق الجزء : 4 صفحة : 504