[1]. قوله:« و كم عسى المجرى الى الغاية» على صيغة
اسم المفعول من أجريت الماء و غيره، و كذا« أن يجرى» على صيغة المفعول، و يحتمل أن
يكون« المجرى» مصدرا و في الصحاح« قوله تعالى:« بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَ
مُرْساها» هما مصدران من أجريت السفينة و أرسيت». و حاصله كثيرا ما يجرى
الشيء الى غاية فيجرى حتّى يصل ذلك الشيء المجرى الى تلك الغاية فهو اما واصل و
هو غافل عن الوصول أو أنّه يصل عن قريب، و ادخال لفظ« عسى» للاشعار بأن أمر الدنيا
من هذا القبيل لا من النادر الذي قد لا يصل الى الغاية.( مراد).
[2]. أي أن يكون البقاء بقاء من له يوم لا يعدوه
أي لا يعدو ذلك اليوم بل ينتهى عند تمام اليوم و« كم» فى الموضعين يحتمل كونها
خبرية و استفهامية و مميزها محذوف، و هو مرة( مراد) و قيل: شبه( ع) أهل الدنيا
بركب سلكوا طريقا و وصلوا الى غاية في المسافة قد بقى منها شيء كثير. و هذا
بالحقيقة تشبيه الامتداد الزمانى بالامتداد المسافتى.
و قوله عليه السلام:« و أفضوا الى
علم» أي ساروا نحو عقبة و بلغوها و لم يعلموا بلوغهم اياها، و قوله:« كم عسى
المجرى الى الغاية- الخ» مميز« كم» الخبرية التي لانشاء التكثير محذوف أي المجرى
الى الغاية بقرينة اسم عسى المذكور و هو قوله:« المجرى» و هو مخفف اسم مفعول من
جرى أي الواصل الى غاية المسافة و خبرها« أن يجرى إليها» أى توجه الى غاية المسافة
حتّى يبلغها يعنى وصل إليها و ليس له شعور بوصوله اياها.
[3]. قوله:« طالب حثيث» أي كم مرة طالب للدنيا
حريص عليها يحدوه أي يسوقه حريصا حتّى يفارقها، و في بعض النسخ« حبيب» بالباءين
الموحدتين بدل« حثيث» بالمثلثتين( مراد).
[4]. التنافس في الشيء الرغبة فيه، و في الصحاح
البأساء و الضراء: الشدة و هما اسمان مؤنثان من غير تذكير.( مراد).
اسم الکتاب : من لا يحضره الفقيه المؤلف : الشيخ الصدوق الجزء : 1 صفحة : 430