اسم الکتاب : مستدرك الوسائل المؤلف : المحدّث النوري الجزء : 17 صفحة : 90
الصيارف بالكوفة ، وله بذلك ذكر حق وشهود ، فأخذ المال ولم استرجع منه
الذكر بالحق ، ولا كتبت عليه كتابا ، ولا أخذت منه براءة ، وذلك لأني
وثقت به ، وقلت له : مزق الذكر بالحق الذي عندك ، فمات وتهاون بذلك
ولم يمزقها ، وأعقب هذا أن طالبني بالمال وراثه ، وحاكموني واخرجوا بذلك
الذكر بالحق ، وأقاموا العدول فشهدوا عند الحاكم [١] ، فباع على
قاضي
الكوفة معيشة لي ، وقبض القوم المال ، وهذا رجل من إخواننا ابتلي بشراء
معيشتي من القاضي ، ثم إن ورثة الميت أقروا أن المال كان أبوهم قد قبضه ،
وقد سألوه أن يرد علي معيشتي ، ويعطونه في أنجم معلومة ، فقال : إني أحب أن تسأل
أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن هذا ، فقال الرجل : جعلت فداك كيف أصنع؟
قال : « عليك
أن ترجع بمالك على الورثة ، وترد المعيشة على صاحبها ،
وتخرج يدك عنها » قال : فإذا أنا فعلت ذلك ، له أن يطالبني بغير ذلك؟
قال : « نعم ، له أن يأخذ منك ما أخذت من الغلة من ثمر الثمار ، وكل ما
كان مرسوما في المعيشة يوم اشتراها ، يجب أن ترد كل ذلك ، إلا ما كان من
زرع زرعته أنت ، فإن للمزارع اما قيمة الزرع واما أن يصبر عليك إلى وقت
حصاد الزرع ، فإن لم يفعل كان ذلك له ، ورد عليك القيمة وكان الزرع
له » قلت : جعلت فداك ، فإن كان هذا قد أحدث فيها بناء وغرسا ، قال :
« له قيمة ذلك ، أو يكون ذلك المحدث بعينه يقلعه ويأخذه » فقلت :
جعلت فداك ، أرأيت إن كان فيها غرس أو بناء ، فقلع الغرس وهدم
البناء؟ فقال : يرد ذلك إلى ما كان ، أو يغرم القيمة لصاحب الأرض فإذا
رد جميع ما أخذ من غلاتها إلى صاحبها ، ورد البناء والغرس وكل محدث إلى
ما كان ، أو رد القيمة كذلك ، يجب على صاحب الأرض أن يرد عليه كل ما
خرج عنه في اصلاح المعيشة من ، قيمة غرس أو بناء أو نفقة في مصلحة
المعيشة ، ورفع النوائب عنها كل ذلك فهو مردود إليه ».
[١] في المصدر زيادة : فأخذت
المال وكان المال كثيرا فتواريت عن الحاكم.
اسم الکتاب : مستدرك الوسائل المؤلف : المحدّث النوري الجزء : 17 صفحة : 90