اسم الکتاب : مستدرك الوسائل المؤلف : المحدّث النوري الجزء : 17 صفحة : 266
هؤلاء الذين يدعون أنهم فقهاء وعلماء ، وأنهم قد أوتوا [٤] جميع العلم
والفقه
في الدين مما تحتاج هذه الأمة إليه ، وصح ذاك لهم عن رسول الله ( صلى الله عليه
وآله ) وعلموه وحفظوه ، وليس كل علم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علموه ، ولا
صار إليهم عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ولا عرفوه ، وذلك أن الشئ من الحلال
والحرام والاحكام قد يرد عليهم فيسألون عنه ولا يكون عندهم فيه أثر عن رسول الله (
صلى الله عليه وآله ) ، فيستحيون أن ينسبهم الناس إلى الجهل ، ويكرهون أن يسألوا
فلا يجيبون ، فيطلب الناس العلم من معدنه ، فلذلك استعملوا الرأي والقياس في دين الله
، وتركوا الآثار ، ودانوا الله بالبدع ، وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
: كل بدعة ضلالة ، فلو أنهم إذ سئلوا عن شئ من دين الله ، فلم يكن عندهم منه [٥] أثر عن رسول
الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ردوه إلى الله والى الرسول والى أولي الأمر منهم ،
لعلمه الذين يستنبطونه منهم من آل محمد ( عليهم السلام ) » الخبر.
[ ٢١٣٠٠ ] ٣٦ ـ
وعن محمد بن عبيد ، عن حماد ، عن محمد بن مسلم قال :
دخل أبو حنيفة على أبي عبد`الله ( عليه السلام ) فقال : اني رأيت ابنك موسى
يصلي والناس يمرون بين يديه ـ إلى أن قال ـ فقال أبو عبد الله
( عليه السلام ) : « القتل عندكم أشد أم الزنى؟ » فقال : بل القتل ، قال
( عليه السلام ) : « فكيف امر الله في القتل بشاهدين وفي الزنى بأربعة؟ كيف
يدرك هذا بالقياس؟ يا أبا حنيفة ، ترك الصلاة أشد أم ترك الصيام؟ » فقال :
بل ترك الصلاة ، قال : « فكيف تقضي المرأة صيامها ولا تقضي صلاتها؟
كيف يدرك هذا بالقياس؟ ويحك يا أبا حنيفة ، النساء أضعف على المكاسب
أم الرجال؟ » قال : بل النساء ، قال : « فكيف جعل الله للمرأة سهما وللرجل