اسم الکتاب : مستدرك الوسائل المؤلف : المحدّث النوري الجزء : 13 صفحة : 160
قبل أوانها ، والتواني فيها قبل ابّانها وزمانها وامكانها ، واللجاجة فيها
إذا تنكرت ،
والوهن إذا تبينت ، فإنّ لكلّ أمر موضعاً ، ولكلّ حالة حالاً».
أقول : هذا
العهد كأنّه هو عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى مالك
الأشتر ، حين ولّاه مصر.
ورواه السيد في
نهج البلاغة [٨١] ، والحسن بن عليّ بن شعبة في تحف
العقول [٨٢] ، وإن كان بينها اختلاف شديد في الزيادة والنقصان ، كما
أنّ بين
الأخيرين أيضاً اختلافاً فيهما ، وحيث إنّه لا بد لنا من نقل ذلك العهد لكثرة
فوائده المناسبة لهذا الباب ، فنحن نسوقه بلفظ السيّد :
قال السيّد
رحمه الله : ومن عهد له (عليه السلام) كتبه للأشتر النخعي على
مصر وأعمالها ، حين اضطرب امر أميره محمّد بن أبي بكر رحمه الله ، وهو أطول
عهد كتبه وأجمعه للمحاسن : «بسم الله الرحمن الرحيم : هذا ما أمر به عبد الله
عليّ أمير المؤمنين ، مالك بن الحارث الأشتر ، في عهده إليه حين ولاه مصر ،
جبوة [٨٣] خراجها ، وجهاد عدوّها ، واستصلاح أرضها وأهلها ، وعمارة بلادها. أمره
بتقوى الله ، وايثار طاعته ، واتباع ما أمره به في كتابه ، من فرائضه وسننه ،
التي لا يسعد أحد إلّا باتباعها ، ولا يشقى إلّا مع جحودها واضاعتها ، وأن ينصر
الله سبحانه بيده وقلبه ولسانه ، فإنّه جل اسمه قد تكفّل بنصرة [٨٤] من نصره ،
واعزاز من أعزّه ، وأمره أن يكسر نفسه عند الشهوات ، ويزعها عند الجمحات ،
فإنّ النفس امّارة بالسوء إلّا ما رحم الله.
ثم اعلم يا
مالك : إنّي وجهتك إلى بلاد قد جرت عليها دول قبلك من
عدل وجور ، وإنّ الناس ينظرون من أمورك مثل ما كنت تنظر فيه من أمور الولاة