اسم الکتاب : مستدرك الوسائل المؤلف : المحدّث النوري الجزء : 13 صفحة : 153
شعب الجور والخيانة لله ، وادخال الضرر على الناس ، وليست تصلح أمور الناس
ولا أمور الولاة ، إلّا بصلاح من يستعينون به على أمورهم ، ويختارونه لكفاية ما
غاب عنهم فاصطف لولاية اعمالك أهل الورع والعفّة [٥٣] والعلم بالسياسة ،
والصق بذوي التجربة والعقول والحياء ، من أهل البيوتات الصاحلة ، أهل الدين
والورع ، فإنّهم أكرم الناس أخلاقاً ، وأشد لأنفسهم صوناً واصلاحاً ، وأقلّ من
المطامع اشرافاً ، وأحسن في عواقب الأمور نظراً من غيرهم ، فليكوننّ عمالك
وأعوانك ، ولا تستعمل إلّا شيعتك ، ثم أسبغ عليهم العمالات ، وأوسع عليهم
الأرزاق ، فإنّ ذلك يزيدهم قوة على استصلاح أنفسهم ، وغنى عن تناول ما تحت
أيديهم ، وهو مع ذلك حجّة لك عليهم ، في شيء ان خالفوا فيه أمرك ، وتناولوا
من أمانتك ، ثم لا تدع مع ذلك تفقُد أعمالهم ، وبعثة العيون عليهم ، من أهل
الأمانة ، والصدق فإنّ ذلك يزيدهم جداً في العمارة ، ورفقاً بالرعية وكفّاً عن
الظلم ، وتحفّظاً من الاعواز ، مع ما للرعية في ذلك من القوة ، واحذر أن
تستعمل أهل التكبر والتجبر والنخوة ، ومن يحب الاطراء والثناء والذكر ، ويطلب
شرف الدنيا ، ولا شرف إلّا بالتقوى ، وإن وجدت أحداً من عمالك بسط يده إلى
خيانة ، أو ركب فجوراً ، اجتمعت لك به عليه أخبار عيونك ، من سوء ثناء
رعيتك ، اكتفيت بها [٥٤] شاهداً ، وبسطت عليه العقوبة في بدنه ، وأخذته بما
أصاب من عمله ، ثم بمن نصبته للناس فوسمته بالخيانة ، وقلًدته عار التهمة ،
فانّ ذلك تنكيل وعظمة لغيره ، إن شاء الله تعالى.
ذكر ما ينبغي
تعاهده من أهل الخراج :
تعاهد أهل
الخراج ، واُنظر كلّ ما يصلحهم ، فإنّ في مصالحهم صلاح من سواهم ، ولا صلاح لمن
سواهم إلّا بهم ، لأنّهم الثمال [٥٥] دون غيرهم ، والناس