responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 96  صفحة : 374

ألا فليأته كل مؤمن له معظم بطاعة الله فيه ، فليأخذ حظه من هذه الخلع ، فتقاسموها بينكم على قدر طاعتكم لله وجد كم قال : فيأتيه المؤمنون الذين كانوا لله فيه مطيعين فيأخذون من تلك الخلع على مقادير طاعتهم كانت في الدنيا ، فمنهم من يأخذ ألف خلعة ، ومنهم من يأخذ عشرة ألاف ، ومنهم من يأخذ أكثر من ذلك وأقل ، فيشر فهم الله بكراماته.

ألا وإن أقواما يتعاطون تناول تلك الخلع ، يقولون في أنفسهم : لقد كنا بالله مؤمنين ، وله موحدين ، وبفضل هذا الشهر معترفين فيأخذونها ويلبسونها فتتقلب على أبدانهم مقطعات نيران ، وسرابيل قطران ، يخرج على كل واحد منهم بعدد كل سلكة من تلك الثياب أفعى وعقرب وقد تناولوا من تلك الثياب أعدادا مختلفة على قدر أجرامهم : كل من كان جرمه أعظم فعدد ثيابه أكثر فمنهم الاخذ ألف ثوب ، ومنهم الاخذ عشرة آلاف ثوب ، ومنهم من يأخذ أكثر من ذلك وإنها لاثقل على أبدانهم من الجبال الرواسى على الضعيف من الرجال ، ولولا ماحكم الله تعالى بأنهم لايموتون لماتوا من أقل قليل ذلك الثقل والعذاب ، ثم يخرج عليهم بعدد كل سلكة في تلك السرابيل من القطران ومقطعات النيران أفعى وحية وعقرب وأسد ونمر وكلب من سباع النار ، فهذه تنهشه ، وهذه تلدغه ، وهذا يفرسه وهذا يمزقه ، وهذا يقطعه.

يقولون : يا ويلنا مالنا تحولت علينا هذه الثياب ، وقد كانت من سندس واستبرق وأنواع خيار أثواب الجنة تحولت علينا مقطعات النيران ، وسرابيل قطران وهي على هؤلاء ثياب فاخرة ملذذة منعمة؟

فيقال لهم : ذلك بما كانوا يطيعون في شهر رمضان ، وكنتم تعصون ، وكانوا يعفون وكنتم تزنون ، وكانوا يخشون ربهم وكنتم تجترؤن ، وكانوا يتقون السرق وكنتم تسرقون ، وكانوا يتقون ظلم عبادالله وكنتم تظلمون ، فتلك نتايج أفعالهم الحسنة! وهذه نتايج أفعالكم القبيحة.

فهم في الجنة خالدون ، لايشيبون فيها ولايهرمون ، ولا يحولون عنها ولا

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 96  صفحة : 374
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست