responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 85  صفحة : 69

تفسير : ( ولوا على أدبارهم نفورا ) قال الطبرسي رحمه الله : أي أدبروا عنك


خلاف ظاهر اللفظ حيث لاذكر في الاية من القراءة والذكر ، لاوجه لقوله عزوجل ( وابتغ ) أى تطلب وتفحص أمرا بين الامرين ، حيث أن قراءة بين القراءتين : الجهر والاخفات ليس يخفى كيفيتها على أحد ، حتى يؤمر بابتغائه وطلبه مع اجتهاد.

على أنه لو كان المراد ذلك ، لكان على النبى 9 أن يمتثل هذا الامر بقراءة القرآن قراءة متعارفة بين القراءتين ، مع أنه 9 جهر في بعض الصلوات وأخفت في بعضها ، و هذا ضد ما أمر به القرآن العزيز وخلاف عليه بكلاشقى المسألة.

فعلى هذالاوجه لعنوان الاية الكريمة في هذا الباب ، بل الاية التى تتكفل لبيان الجهر بالقراءة والاخفات بها وامتثل أمرها النبى 9 فأخفت في بعض الصلوات وجهر ببعضها الاخر على ماعرف من سنته 9 ، هو قوله عزوجل : ( واذا قرئ القرآن فاستمعوا له و أنصتوا لعلكم ترحمون * واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والاصال ولاتكن من الغافلين ) الاعراف : ٢٠٤ و ٢٠٥.

والايتان كلتاهما من المتشابهات على ماعرفت معنى المتشابه في ج ٨٣ ص ١٦٦ ، الا أن الاية الاولى آلت بتأويله 9 إلى صلاة الجماعة فأوجب على المأمومين أن ينصتوا لقراءة الامام في الصلاة ، ومعلوم أن الانصات لايكون الاعند الاجهار بالقراءة ، ثم في الاية الثانية أمره 9 أن يذكر ربه في نفسه تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول الذى يناسب معنى التضرع والخيفة ، بالغدو والاصال والغدو على ما يدل عليه قوله عزوجل ( غدوها شهر ورواحا شهر ) وقوله تعالى : ( آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا ) : الظهر وقت النهار والاصيل وقت العصر ، فآلت أمره إلى صلاة الظهر والعصر بتأويل النبى 9 فصلى صلاتى العصرين بالاخفات بذكره تعالى من أول الصلاة إلى خاتمتها حتى الاذكار والتسبيحات وحد الاخفات هذا أن يكون قراءة دون الجهر من القول في النفس كما هو ظاهر.

فالواجب الجهر بقراءة القرآن في غير صلاتى الظهرين وأما الاذكار والتسبيحات فهو مخير بين أن يجهر بها أو يخافت ولعل الجهر بها تبعا للجهر بالقراءة أولى ، وأما صلاتا النهار والاصيل ، فالقراءة والاذكار كلها سواء ، يخافت بها مطلقا ، وسيمر عليك في طى الباب أخبار عن الائمة المعصومين : ينص على ذلك.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 85  صفحة : 69
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست