responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 108

رَحِيماً » [١] يبدل الله سيئات شيعتنا حسنات وحسنات أعدائنا سيئات « يَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ » و « يَحْكُمُ ما يُرِيدُ » « لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ » ولا راد لقضائه « لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ ».

هذا يا إبراهيم من باطن علم الله المكنون ومن سره المخزون ألا أزيدك من هذا الباطن شيئا في الصدور قلت بلى يا ابن رسول الله قال عليه السلام « قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ » [٢] والله الذي لا إله إلا هو « فالِقُ الْإِصْباحِ » « فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ » لقد أخبرتك بالحق وأنبأتك بالصدق والله أعلم وأحكم.

بيان : قد مر هذا الخبر نقلا من العلل [٣] مع اختلاف ما وزيادة ونقص وهو من غوامض الأسرار.

وقال بعض المحققين في شرحه جملة القول في بيان السر فيه أنه قد تحقق وثبت أن كلا من العوالم الثلاثة له مدخل في خلق الإنسان وفي طينته ومادته من كل حظ ونصيب ولعل الأرض الطيبة كناية عما له في جملة طينته من آثار عالم الملكوت الذي منه الأرواح المثالية والقوى الخيالية الفلكية المعبر عنهم بالمدبرات أمرا.

والماء العذب عما له في طينته من إفاضات عالم الجبروت الذي منه الجواهر القدسية والأرواح العالية المجردة عن الصور المعبر عنهم بالسابقات سبعا.

والأرض الخبيثة عما له في طينته من أجزاء عالم الملك الذي منه الأبدان العنصرية المسخرة تحت الحركات الفلكية المسخرة لما فوقها.


[١]الفرقان : ٧١.
[٢]العنكبوت : ١٢ و ١٣.
[٣]راجع علل الشرائع ج ٢ : ٢٩٣.
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست