responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 49  صفحة : 323

ابن أكثم ، عن أبيه قال : أقدم المأمون دعبل بن علي الخزاعي ; [١] وآمنه على نفسه فلما مثل بين يديه وكنت جالسا بين يدي المأمون ، فقال : أنشدني قصيدتك الكبيرة فجحدها دعبل وأنكر معرفتها فقال له : لك الامان عليها كما أمنتك على نفسك فأنشده :

تأسفت جارتي لما رأت زوري

وعدت الحلم ذنبا غير مغتفر

ترجو الصبى بعد ماشابت ذوائبها

وقد جرت طلقا في حلبة الكبر

أجارتي إن شيب الرأس يعلمني

ذكرالمعاد وإرضائي عن القدر

لو كنت أركن للدنيا وزيتتها

إذا بكيت على الماضين من نفر

أخنى الزمان على أهلي فصدعهم

تصدع الشعب لاقى صدمة الحجر

بعض أقام وبعض قد أصات بهم

داعي المنية والباقي على الاثر

أما المقيم فأخشى أن يفارقني

ولست أوبة من ولى بمنتظر

أصبحت أخبر عن أهلي وعن ولدي

كحالم قص رؤيا بعد مدكر

لولا تشاغل عيني بالاولى سلفوا

من أهل بيت رسول الله لم أقر


[١]روى أبوالفرج في الاغانى بالسناده عن عبدالله بن طاهر في حديث : قال عبدالله ابن طاهر : وكتب المأمون إلى أبى أن يكاتبه ـ يعنى دعبلا ـ بالامان ويحمل اليه مالا وان شاء أن يقيم عنده أو يصيرالى حيث شاء فكتب اليه أبى بذلك وكان واثقا به ، فصاراليه فحمله وخلع عليه وأجازه وأعطاه المال وأشار عليه بقصد المأمون ففعل ، فلما دخل وسلم عليه ، تبسم في وجهه ، ثم قال : أنشدنى :

مدارس آيات خلت من تلاوة

ومنزل وحى مقفرالعرصات

فجزع فقال له : لك الامان فلاتخف ، وقدروتها ولكنى أحب سماعها من فيك فأنشده اياها الى آخرها ، والمأمون يبكى حتى اخضلت لحيته بدمعه. فوالله ما شعرنا الا وقد شاعت له أبيات يهجو بها المأمون بعد احسانه اليه ، وانسه به ، حتى كان أول داخل عليه وآخر خارج من عنده.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 49  صفحة : 323
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست