اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي الجزء : 29 صفحة : 493
فبعدت ـ والله ـ عليهم [١] الغاية ، وقطعت المضمار [٢] ، فلما تقدمتهم [٣] بالسبق وعجزوا عن اللحاق بلغوا منك ما رأيت ، وكنت ـ والله ـ أحق قريش بشكر قريش ، نصرت نبيهم حيا [٤] ، وقضيت عنه الحقوق ميتا ، والله ما بغيهم إلا على أنفسهم ، ولا نكثوا إلا بيعة الله ، ( يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) فيها ، ونحن [٥] معاشر الأنصار أيدينا وألسنتنا معك [٦] ، فأيدينا على من شهد وألسنتنا على من غاب [٧].
أقول : روى ابن أبي الحديد في شرح النهج [٨] : عن علي بن محمد بن أبي سيف [٩] المدائني ، عن فضيل بن الجعد ، قال : آكد الأسباب كان في تقاعد العرب عن أمير المؤمنين 7 أمر المال ، فإنه لم يكن يفضل شريفا على مشروف ، ولا عربيا على عجمي ، ولا يصانع الرؤساء وأمراء القبائل كما يصنع الملوك ، ولا يستميل أحدا إلى نفسه ، وكان معاوية بخلاف ذلك ، فترك الناس عليا 7 والتحقوا بمعاوية ، فشكا علي 7 إلى الأشتر تخاذل أصحابه وفرار بعضهم إلى معاوية ، فقال الأشتر : يا أمير المؤمنين! إنا قاتلنا أهل البصرة بأهل البصرة وأهل الكوفة ورأي الناس واحد ، وقد اختلفوا بعد وتعادوا وضعفت [١٠] النية وقل العدد ، وأنت تأخذهم بالعدل ، وتعمل فيهم بالحق ،
[١]جاءت العبارة في الأوائل للعسكري هكذا : فبعدت عليهم والله. [٢]في المصدر والأوائل : أسقط المضمار ، وقد تقرأ : أسفط. [٣]في طبعة (س) : تقدمهم. [٤]لا توجد : حيا ، في أوائل العسكري. [٥]في الأوائل : فها نحن .. ، بدلا من : فيها ونحن .. وهو الظاهر. [٦]في الأوائل : لك ، بدلا من : معك. [٧]نسخة جاءت في طبعة ( ك ) : من عاب. [٨]شرح نهج البلاغة ٢ ـ ١٩٧ ـ ١٩٨ بتصرف. [٩]في المصدر : أبي يوسف ، وهو الظاهر. [١٠]العبارة في ( ك ) مشوشة ، وعليها نسخة بدل : ضعفا أو ضعفت ، وفي (س) : وضعف ، وما أثبت أخذناه من المصدر.
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء المؤلف : العلامة المجلسي الجزء : 29 صفحة : 493