responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكافي- ط الاسلامية المؤلف : الشيخ الكليني    الجزء : 1  صفحة : 124

قُدُّوسٌ يَعْبُدُهُ كُلُّ شَيْ‌ءٍ وَ يَصْمُدُ إِلَيْهِ كُلُّ شَيْ‌ءٍ وَ وَسِعَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ عِلْماً.

فَهَذَا هُوَ الْمَعْنَى الصَّحِيحُ‌[1] فِي تَأْوِيلِ الصَّمَدِ لَا مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْمُشَبِّهَةُ أَنَّ تَأْوِيلَ الصَّمَدِ الْمُصْمَتُ الَّذِي لَا جَوْفَ لَهُ لِأَنَّ ذَلِكَ لَا يَكُونُ إِلَّا مِنْ صِفَةِ الْجِسْمِ وَ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ مُتَعَالٍ عَنْ ذَلِكَ هُوَ أَعْظَمُ وَ أَجَلُّ مِنْ أَنْ تَقَعَ الْأَوْهَامُ عَلَى صِفَتِهِ أَوْ تُدْرِكَ كُنْهَ عَظَمَتِهِ وَ لَوْ كَانَ تَأْوِيلُ الصَّمَدِ فِي صِفَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْمُصْمَتَ لَكَانَ مُخَالِفاً لِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ لِأَنَّ ذَلِكَ مِنْ صِفَةِ الْأَجْسَامِ الْمُصْمَتَةِ الَّتِي لَا أَجْوَافَ لَهَا مِثْلِ الْحَجَرِ وَ الْحَدِيدِ وَ سَائِرِ الْأَشْيَاءِ الْمُصْمَتَةِ الَّتِي لَا أَجْوَافَ لَهَا تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً فَأَمَّا مَا جَاءَ فِي الْأَخْبَارِ مِنْ ذَلِكَ- فَالْعَالِمُ ع أَعْلَمُ بِمَا قَالَ وَ هَذَا الَّذِي‌

- قَالَ ع‌ إِنَّ الصَّمَدَ هُوَ السَّيِّدُ الْمَصْمُودُ إِلَيْهِ.

هُوَ مَعْنًى صَحِيحٌ مُوَافِقٌ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ‌ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ وَ الْمَصْمُودُ إِلَيْهِ الْمَقْصُودُ فِي اللُّغَةِ قَالَ أَبُو طَالِبٍ فِي بَعْضِ مَا كَانَ يَمْدَحُ بِهِ- النَّبِيَّ ص مِنْ شِعْرِهِ-

وَ بِالْجَمْرَةِ الْقُصْوَى إِذَا صَمَدُوا لَهَا-

يَؤُمُّونَ قَذْفاً[2] رَأْسَهَا بِالْجَنَادِلِ‌

يَعْنِي قَصَدُوا نَحْوَهَا يَرْمُونَهَا بِالْجَنَادِلِ يَعْنِي الْحَصَى الصِّغَارَ الَّتِي تُسَمَّى بِالْجِمَارِ وَ قَالَ بَعْضُ شُعَرَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ شِعْراً

مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ بَيْتاً ظَاهِراً-

لِلَّهِ فِي أَكْنَافِ مَكَّةَ يُصْمَدُ-

يَعْنِي يُقْصَدُ وَ قَالَ ابْنُ الزِّبْرِقَانِ-

وَ لَا رَهِيبَةَ إِلَّا سَيِّدٌ صَمَدٌ-

[3] وَ قَالَ شَدَّادُ بْنُ مُعَاوِيَةَ فِي حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ-

عَلَوْتُهُ بِحُسَامٍ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ-

خُذْهَا حُذَيْفُ فَأَنْتَ السَّيِّدُ الصَّمَدُ-

وَ مِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ وَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هُوَ السَّيِّدُ الصَّمَدُ الَّذِي جَمِيعُ الْخَلْقِ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِلَيْهِ يَصْمُدُونَ فِي الْحَوَائِجِ وَ إِلَيْهِ يَلْجَئُونَ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَ مِنْهُ يَرْجُونَ الرَّخَاءَ وَ دَوَامَ النَّعْمَاءِ لِيَدْفَعَ عَنْهُمُ الشَّدَائِدَ.


[1] قوله:« فهذا هو المعنى الصحيح» من كلام الكليني- رحمه اللّه- و قوله:« فالعالم» يعنى المعصوم( ع). و الجمرة بالتحريك و الفتح واحدة جمرات المناسك و القصوى العقبة.( آت)

[2] في بعض النسخ‌[ قذفا].

[3] أوله:« ما كان عمران ذا غش و لا حسد» و الزبرقان كزبرجان لقب حصين بن بدر. و رهيبة اسم رجل و« علوته بحسام» الحسام السيف أي رفعته فوق رأسه. و حذيف منادى مرخم.

اسم الکتاب : الكافي- ط الاسلامية المؤلف : الشيخ الكليني    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست