اسم الکتاب : الإختصاص المؤلف : الشيخ المفيد الجزء : 1 صفحة : 1
[خطبة المؤلف و مقدمة
الكتاب]
بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي لا تدركه
الشواهد و لا تراه النواظر و لا تحجبه السواتر الذي علا بكل مكرمة و بان بكل فضيلة
و ارتفع عن شبه الخليقة و قام بالقسط في خلقه و عدل فيهم بحكمه و أحسن إليهم في
قسمه و لا إله إلا هو الواحد القهار العزيز الجبار الذي لا يتناهى في الأوهام
بتحديد و لم تدركه الأفكار بتصوير و لم تنله مقاييس المقدرين فقدرته مكيفة في عقول
الناظرين.[1] و أشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أخلصها له و أدخرها عنده و صلى الله على رسوله
محمد النبي و آله الطيبين الطاهرين أجمعين.
هذا كتاب ألفته و صنفته
و ألعجت في جمعه و إسباغه و أقحمته فنونا من الأحاديث و عيونا من الأخبار[2] و محاسن من
الآثار و الحكايات في معان كثيرة من مدح الرجال و فضلهم و أقدار العلماء و مراتبهم
و فقههم
[1] قوله:« مكيفة» بصيغة اسم الفاعل من باب
التفعيل، فالمعنى أن المقائيس لما لم تنل ساحة عظمته تعالى فقدّرته في العقول
مقرونا بالكيفيات التي أضافتها إليه تعالى.
[2] قوله:« ألعجت» على بناء المفعول من لعجه بمعنى
آلمه أي وقعت في جمعه في الالم و المشقة. و في بعض النسخ[ ابعجت] و هو من بعج الحب
فلانا أي أوقعه في الحزن. و قوله:
« أقحمته» أي أدخلت فيه.
[3] الغلابى- بالغين المعجمة و الباء الموحدة-
نسبة إلى غلاب- كسحاب- لانه كان مولى لبنى غلاب و هم قبيلة بالبصرة. و في بعض
النسخ[ عن ابن عائشة النصرى] و هو تصحيف.
اسم الکتاب : الإختصاص المؤلف : الشيخ المفيد الجزء : 1 صفحة : 1